اثار اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، الامر الذي كان وعد به خلال حملته الانتخابية تحت شعار الدفاع عن الوظائف الاميركية، موجة من ردود الفعل الدولية الغاضبة من قادة العالم، والمنظمات الدولية، منها الأمم المتحدة، التى أشرفت على توقيع الاتفاقية، فى العام 2005، بالعاصمة الفرنسية باريس، وكذلك المفوضية الأوروبية، والاتحاد الأوروبى، بل وواجه القرار أيضًا، استياء، الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، والذى وقعت إدارته، على الاتفاقية.
وتهدف الاتفاقية التي ابرمتها 190 دولة في نهاية 2015 في العاصمة الفرنسية تحت اشراف الامم المتحدة، الى وقف ارتفاع حرارة الارض عبر خفض انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة، وكان الرئيس السابق باراك اوباما اول المنددين بقرار الرئيس الجمهوري. وفي السياق قال ترامب “اعتبارا من اليوم، ستكف الولايات المتحدة عن تنفيذ مضمون اتفاق باريس (ولن تلتزم) القيود المالية والاقتصادية الشديدة التي يفرضها الاتفاق على بلادنا”.واضاف ترامب في كلمة القاها في حديقة البيت الابيض ان اتفاق باريس “لا يصب في صالح الولايات المتحدة” لافتا الى ان الاتفاق الراهن ليس حازما بما يكفي مع الصين والهند.واكد ترامب ان اتفاق باريس “لن يكون له تاثير كبير” على المناخ.وفي اول ردود الفعل وصفت هيلارى كلينتون، المرشحة السابقة للرئاسة الاميركية ، خروج أمريكا من اتفاقية المناخ “بالخطأ التاريخى”، مما سوف يكون له تداعيات سلبية على العمال والأسر الأمريكية.من جهته ندد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ، بقرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ.وقال كما اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستافان دوجاريك، أن القرار الأمريكى، بالانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ، يشكل خيبة أمل كبيرة.وأضاف، أن احتفاظ الولايات المتحدة، بدور قيادى فى الملفات البيئية هو أمر أساسى.كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة، بأنه “لا يمكن وقف” مكافحة الاحتباس الحرارى، داعيا جميع الدول إلى “البقاء ملتزمين” باتفاق باريس رغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب منه.وقال جوتيريش للصحافيين على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادى إن “التغير المناخى أمر لا يمكن إنكاره وهو من أشد المخاطر فى العالم حاليا ولمستقبل كوكبنا”، مضيفا “من جهة اخرى، لا يمكن وقف التحرك بشأن المناخ، وأدعو دول العالم بأسره إلى المواصلة فى الاتجاه ذاته، والإبقاء على التزامهم باتفاق باريس لما هو فى مصلحتنا جميعا”من جهتها أعلنت برلين، وباريس، وروما، فى بيان مشترك، عن أسفهم، لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، مؤكدة أنه لا يقبل إعادة التفاوض.وقال الرئيس الفرنسى، ايمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالى، باولو جنتيلونى، فى بيان، “مع الأسف، أخذنا علما بقرار الولايات المتحدة، الانسحاب من اتفاق باريس.وأضافوا “نحن مقتنعون بشدة بأنه لا يمكن إعادة التفاوض حول الاتفاق”، وذلك بعدما أبدى الرئيس دونالد ترامب، رغبته فى التفاوض على اتفاق جديد أو إعادة التفاوض حول الاتفاق الراهن. كما أكد الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي من جديد التزامهما القوي بالتنفيذ الكامل لاتفاق باريس بشأن مكافحة التغيير المناخي وطالبا جميع الشركاء إلى مواكبة الزخم الذي نشأ في عام 2015.وتعهد الاتحادان في بيان أصدراه في بروكسل بالعمل معا قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الموقعة في السادس والعشرين من نوفمبر المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج عمل اتفاق باريس الذي سيدرج تغير المناخ والطاقة المتجددة على جدول أعمال القمة القادمة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في أبيدجان يومي 29/30 من نوفمبر.وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي يعيدان تأكيد التزامهما بمواصلة معالجة الآثار الضارة لتغير المناخ على صحة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية الطبيعية وغيرها من الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد مكاسبنا الإنمائية كمجتمع عالمي. من جانبه أعلن وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي، دميترى دونسكوي، أن روسيا تنوى التصديق على معاهدة باريس للمناخ قبل حلول عام 2020 ، وأن القرار النهائى ستتخذه موسكو بعد يناير 2019.وقال دونسكوى لجمعة “إنه سيتم اتخاذ القرار مع مراعاة الأنظمة المتعلقة بتنفيذه”، مشيرا إلى أنه بالنسبة إلى روسيا يعد الأمر الأكثر أهمية هو المصادقة على اتفاقية باريس من قبل شركائها التجاريين الأساسيين وليس أمريكا .ويعتبر اتفاق باريس للمناخ أول اتفاق دولى شامل حول حماية المناخ ، وتم التوصل إليه فى ديسمبر 2015 فى باريس بعد مفاوضات طويلة بين ممثلين عن 195 دولة ودخل حيز التنفيذ فى نوفمبر 2016 .