بعد نضالات كثيرة عرفتها القضية الأمازيغية طيلة سنوات خلت، حققت هذه الأخيرة عدة مكاسب منها تدريسها في المدرسة الجزائرية واستعمالها إعلاميا، ومع تعديل الدستور خلال عام 2016 تقرر ترسيم اللغة
الأمازيغية لغة وطنية وأعلن أيضا عن إنشاء أكاديمية للأمازيغية، وفي أواخر عام 2017 قرر فخامة رئيس الجمهورية ترسيم 12 يناير من كل سنة عيدا وطنيا ويوم عطلة للجزائريين مثل السنة الهجرية والسنة الميلادية.
لكن لا زالت القضية الأمازيغية للأسف تستغل من بعض الأطراف لنشر الفتنة بين الجزائريين كما حدث مؤخرا في بعض المناطق الجزائرية.
واحتفالا بيناير أو دخول السنة الأمازيغية الجديدة 2968، لم نرد التحدث عن النشاطات الثقافية والفنية التي تنظم للاحتفال بهذه المناسبة، بل أردنا الحديث مع بعض المثقفين عما حققته اللغة الأمازيغية من مكاسب وما السبيل للمحافظة عليها.
تفاصيل أكثر عن الموضوع تتابعونها فيما يلي…
الأستاذة الجامعية الدكتورة فتيحة شفيري:
الأمازيغية لغة شعب لا يمكنها أن تموت

حققت اللغة الأمازيغية مكسبها الأول والقديم مع تمسك أهلها بها تمسكا تاريخيا متوازنا تناقلته الأجيال عبر الزمن. إنها لغة الأجداد التي يجب المحافظة عليها، حيث أن كل أمازيغي يسعى لتعليم أبنائه هذه اللغة.
وتتواصل مكاسب اللغة الأمازيغية مع الاعتراف بـ 12 جانفي من كل عام عيدا وطنيا، قاطعة بذلك مسافات طويلة من الجهد والعراقيل البيروقراطية المختلفة.
إن اللغة الأمازيغية لغة شعب لا يمكن أن تجهض، بل تعيش لتتكامل مع اللغة العربية، فهما ركيزتا الشخصية الجزائرية، وقد لخص هذا العلامة ابن باديس لما قال “نحن أمازيغ عربنا الإسلام”.
الروائي الدكتور أمين الزاوي
أتمنى أن تأخذ الأكاديمية حقها من التنظيم والتسيير

إن ترسيم الأمازيغية مكسب كبير ناضلت من أجله أجيال متعاقبة طيلة عقود من الزمن. وأنا جد متفائل بالنتائج التي يمكن جنيها من ترسيم اللغة الأمازيغية، وأعتبر ترسيمها لغة وطنية في الدستور الجزائري المعدل خلال 2016 خطوة إيجابية. وأضاف الزاوي قائلا: “إن تدريس الأمازيغية أتمنى أن يكون تدريسا جزائريا إنسانيا بعيدا عن كل جهوية”.
وتمنى الزاوي في ختام حديثه أن تكون الأكاديمية التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية في تعديل الدستور لعام 2016 في مستوى تطلعات المناضلين، وأن تأخذ حقها من التنظيم والتسيير. ويجب أن تكون الأكاديمية هي القطار الذي يسوق الأمازيغية في المغرب الكبير، لأن الجزائر – يقول أمين الزاوي – لها قوة إبداع بهذه اللغة أكثر من أشقائنا في تونس والمغرب، كما لا ينكر أحد أن اللغة الأمازيغية حققت تطورا كبيرا في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقرارات كثيرة اتخذت في هذا الإطار وتعد مكسبا كبيرا لابد من المحافظة عليه.
الفنان الحكيم لونيس آيت منڤلات
ترسيم اللغة الأمازيغية لغة وطنية يساهم في تعزيز الهوية الوطنية

لا أحد ينكر أن اللغة الأمازيغية حققت مكاسب كثيرة خلال السنوات الأخيرة، وترقيتها وترسيمها لغة وطنية يساهم في تعزيز الهوية الوطنية، ويعد أمرا ضروريا جدا، وقد جاء هذا الأمر (ترسيم الأمازيغية لغة وطنية)، بالنظر إلى حجم النضالات التي قدمت في هذا الشأن. ولابد من إنشاء الأكاديمية التي أعلن عنها في الدستور المعدل خلال 2016 حتى لا يستغل البعض هذا الأمر لنشر الفتنة بين الجزائريين.
وما حدث في السابق من أجل القضية الأمازيغية لا نريد أن يتكرر مرة أخرى.
كلمتهم: حورية/ق