تحتفل الجزائر في 20 أفريل من كل سنة بالربيع الأمازيغي، ومع حلول هذا اليوم من سنة 2019 تكون قد مرت على الذكرى 39 سنة، وطيلة هذه السنوات ناضل سكان القبائل من أجل الحصول على حقهم في الهوية وطالبوا بالاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية وتدريسها في المؤسسات التعليمية……
ولم يكن الأمر سهلا عند هؤلاء للوصول إلى المبتغى، وفي كل مناسبة من هذه الذكرى كان هؤلاء ينظمون مسيرات حاشدة للمطالبة بحقهم في الاعتراف بهويتهم بمن فيهم المثقفين والفنانين الذين كانوا يشاركون في هذه المسيرات وينجزون أعمالا فنية وكتابات في هذا الصدد، وهم متواجدون اليوم أيضا في الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري من هذه السنة.
فعن المناسبتين وعلاقة الربيع الأمازيغي بالحراك الشعبي، تحدث العديد من المثقفين والفنانين الأمازيغيين لـ “الموعد اليومي” في هذا الشأن.
الكاتب عبد السلام عبد النور
النضال لابد منه للوصول إلى ما نصبو إليه

لقد تحرك سكان منطقة القبائل في الوقت نفسه الذي مُنع فيه المناضل الراحل مولود معمري من إلقاء محاضرته على الطلبة، وكان ذلك طعنا له ولنا في هويتنا ولم نرض بالسكوت عن الأمر وطالبنا بتنظيم احتجاجات ومسيرات آنذاك من أجل الحصول على حقوقنا، وقد استطعنا بفضل اتحادنا وتمسكنا والاتفاق على مطالبنا تحقيق الكثير منها، واليوم نسعى للحفاظ على هذه المكاسب ولا نرضى أبدا بمن يستغل قضيتنا لتحقيق مصالحه الشخصية أو السعي لتحريك الأمور في الاتجاه السلبي. أما عن الحراك الشعبي الذي نظمه آلاف المواطنين عبر كل ولايات الوطن، فمن أجل استرجاع الوطن من أيدي العصابة التي نهبت أموال وخيرات الجزائر مستغلة سكوت الجزائريين عن الوضع خوفا من عودة الإرهاب، لكن الشعب تفطن لألاعيب العصابة بمجرد الإعلان عن ترشح الرئيس المريض لعهدة خامسة، وعلينا أن نتمسك بمطالبنا والخروج للشارع للمطالبة برحيل كل العصابة ومن تسببوا في هذا الوضع ومحاسبتهم حتى تتحقق على أرض الواقع.
آكلي يحياتن
الخروج للشارع من أجل المطالبة بالحقوق أمر حتمي

ناضلنا من أجل تحقيق مطالبنا بالأمس في القضية الأمازيغية، واليوم نناضل من أجل الوطن، فالجزائريون يحبون وطنهم والسكوت عن الوضع المزري لسنوات سابقة كان له أسبابه، لكن تفاقم المشاكل والاستحواذ على حقوق المواطنين في مختلف مجالات الحياة بحجة التقشف، جعل المواطنين يتفطنون للخطة التي تنتهج ضدهم من أجل الاستحواذ على باقي الخيرات، وأكيد التمسك بالمطالب واتحاد كل الجزائريين من كل أرجاء الوطن على تحرير الوطن من العصابة سيؤتي ثماره، وسيكون الغد أفضل بإذن الله.
ماسة بوشافة
الأمازيغية هويتنا والجزائر وطننا لا يمكن التفريط فيهما

نضالنا من أجل الهوية كان واضحا من خلال خروجنا في مسيرات في الـ 20 أفريل ذكرى الربيع الأمازيغي من أجل التذكير بالمطالب، لكن أعمالنا الفنية كانت كثيرة ودون انقطاع للمطالبة بحقنا في هويتنا التي سلبت منا، وناضلنا حتى وصلنا الآن إلى تحقيق عدد كبير من المطالب وما زلنا مستمرين لتحقيق ما تبقى.
أما الحراك الشعبي فهو قضية وطن، فنحن نناضل اليوم من أجل تحريره من العصابة التي تقاسمت خيراته فيما بينها وجعلت الشعب الجزائري فقيرا.
هبتنا الشعبية واحدة اليوم من أجل المطالبة بالرحيل والتغيير ولابد من التمسك بالنضال من أجل تحقيق المبتغى.
محمد علاوة
ساهمت بفني من أجل القضية الأمازيغية ومحاربة العصابة

صغر سني لم يسمح لي بأن أعيش النضال الذي خرج من أجله سكان القبائل منذ سنوات الـ 80 من أجل الاعتراف بالأمازيغية كهوية، لكن التاريخ لا يمنعنا من معرفة هذه الحقائق والنضالات، لكن الحراك الشعبي الذي خرج فيه مئات الآلاف من الجزائريين مطالبه واضحة وهو رحيل كل العصابة التي دمرت الجزائر واستولت على مكاسب الشعب بذريعة التقشف، وبدوري ساهمت بعدة أعمال فنية تحكي عن القضية الأمازيغية وأيضا عن الوضع المزري الذي يعيشه الجزائريون، وما زلت مستمرا في الميدان بمواكبة كل الأحداث التي تطرأ على وطني ونقلها في أعمال فنية كلما تطلب مني الأمر ذلك.
حسيبة آيت جبارة
لابد من التمسك بالمطالب لتحقيق المكاسب

لا يختلف اثنان في كون القضية الأمازيغية هي قضية هوية سعى للدفاع عنها سكان المناطق المعنية، وكان التحرك في أوانه والآن الحمد لله وبعد سنوات طويلة من النضال تحققت أغلب المطالب، أما الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري فجاء بعد تفاقم المشاكل ورغبة العصابة في استيلائها على خيرات الجزائر في ترشيح الرئيس السابق لعهدة جديدة، لكن الشعب تفطن للخدعة ولو أن تفطنه جاء متأخرا من أجل المطالبة بتغيير الوضع المزري الذي تسبب فيه النظام الفاسد، وبدوري كفنانة لا يمكنني أن أتأخر عن مثل هكذا مواعيد التي تتعلق بمصير أمة، ونأمل أن تتحقق المطالب في أقرب الآجال ويكون الغد أفضل.
رابح عصمة
نضالنا في المرحلتين واضح المطالب

في كل مرة يخرج فيها الجزائريون في هبة شعبية إلا وكانت المطالب شرعية، فبالأمس خرجنا للمطالبة بالاعتراف بالقضية الأمازيغية كهوية وحققنا أغلب المطالب والتي تعد اليوم مكاسب، والحراك الشعبي الذي تعرفه معظم ولايات الوطن جاء من أجل المطالبة بالتغيير الجذري للنظام الذي كان سببا في الأزمة التي تعيشها الجزائر.
وبفضل اتحاد الشعب الجزائري في مطالبه وتمسكه بها، سيتحقق له ذلك آجلا أم عاجلا، لأن في الاتحاد قوة، صحيح أن الفنان يرفض الخوض في غمار السياسة لكن عندما تكون القضية قضية وطن فلن يسكت أبدا، وهذا ما يحدث اليوم في الجزائر، ونأمل أن يكون الغد أفضل للجزائريين.
حورية آيت إيزم
الحراك الشعبي جاء لتغيير تاريخ أمة عكس الربيع الأمازيغي

الحراك الشعبي عملية لتغيير تاريخ أمة بكاملها وعمل جاد على استرجاع السيادة للشعب ونفض الغبار عن ثوابت وأصول طالما عاشت في الظلام وعانت ويلات أكثر تعفنا وتعقيدا من الحياة تحت أقدام المستعمر الغاشم، لأن هذا الأخير كانت أغراضه واضحة عكس العصابات التي كانت تمتص دماء الأبرياء تحت مسمى الصالح العام ومن الشعب وإلى الشعب.. الربيع الأمازيغي أراه أكبر محفز لتكبير وتكريس السياسة الاستيطانية سياسة “فرق تسد”.
بوعلام بوقاسم
لا نملك أغلى من الوطن والهوية

لا يمكن لأي إنسان أن يسمح في وطنه ويقبل بأن يسلب منه من طرف أناس لا يملكون ضميرا ويخدعون أمة وضعت فيهم الثقة لتسيير شؤونها، لكن هيهات فدوام الحال من المحال، ومع تحرك الشعب الجزائري للمطالبة بالتغيير ولن يحدث هذا دون رحيل العصابة التي كانت السبب في الأزمة التي يعيشها الشعب الجزائري، فنضالنا بالأمس كان من أجل الهوية واليوم من أجل الوطن، ولا يمكن أبدا أن نستغني عن الوطن والهوية، ومن أجلهما نناضل بكل الطرق حتى نصل إلى المبتغى.
وأوجه التشابه بين الحراك الشعبي والربيع الأمازيغي تكمن في اتحاد الشعب والتفاهم على المطالب، وهذا سيحقق الغرض وبالتأكيد سيكون الغد أفضل.
كلمتهم: حورية/ ق