بعد مسيرات سلمية شارك فيها عشرات الآلاف من الجزائريين من مختلف الأطياف من أجل المطالبة برحيل النظام الفاسد، ومع إلحاح الشعب الجزائري على تحقيق هذه المطالب الشرعية للعيش في كنف جزائر عظيمة، يعمل مسؤولوها على خدمة البلد والعباد، وبفضل هذا النضال قدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقالته من الحكم، وبمناسبة هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ الجزائر العظيمة، تحدث مجموعة من المثقفين والفنانين لـ “الموعد اليومي”.
رابح خيدوسي
نهاية عهد الفساد السياسي

نهاية عهد الفساد السياسي وبداية جمهورية جديدة ينجزها الشعب الجزائري العظيم… عاد الأمل…. في انتظار الخطوات القادمة لتحقيق حلم الجزائريين بجمهورية حرة ديمقراطية… ينبغي حماية هذا المكسب من الاستحواذ عليه أو الانحراف به… بدأت المرحلة الحساسة على مستقبل الوطن… ربيع الجزائر كان ثورة شعبية سلمية حضارية بمرافقة جيشه الأبيّ أسقطت رموز الفساد وأبهرت العالم.
رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان
الشعب الجزائري عرف كيف يُسقط العصابة

والله أحسّ أنني ولدت من جديد، نحن جيل لم نشاهد احتفالات الاستقلال، لكن نحن اليوم نعيشها بعد انتصار الشعب الجزائري بصبره ونضاله المستمر، خصوصا بعد ستة أسابيع من المسيرات التي أسقطت نظاما فاسدا مهيمنا على ثروات الأمة
وتبديدها وحجر العقول والسيطرة على شعب مسالم يعرف التحضر، وكيف أسقطهم بصبره وحنكته، الحمد لله أن الشعب الجزائري عرف كيف يسقط عصابة ونظاما لوحده، متحديا كل الظروف التي كانت ضده وأدهش العالم كله بنضاله ومسيراته السلمية الراقية، والآن لازال النضال مستمرا حتى بتر رموز الفساد وألف تحية لجيشنا الأبيّ سليل جيش التحرير الوطني الذي حمى العباد والبلد في عز أزمتها وعرف بحنكته كيف يدير الأمور.
سامي زرياب
تعتبر كخطوة أولى من أجل التغيير والتقدم نحو مستقبل أفضل

هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ الجزائر كان ينتظرها الشعب الجزائري، وتعتبر كخطوة أولى من أجل التغيير والتقدم نحو مستقبل يخدم الشعب والبلد لمزيد من التقدم والازدهار والرقي. وعلى أساس هذه الخطوة تبنى آمال كبيرة برحيل كل النظام الجزائري، وبالنسبة لاستقالة الرئيس، فهذا الأخير مستقيل منذ 2014، أين استولى أشقاؤه على الحكم، لذا اعتبرها استقالة رمزية بحكم أنه في غيبوبة بسبب مرضه العضال وأتفاءل بمستقبل الجزائر الذي تكون فيه حقا عزة وكرامة واستمرار الحراك لضمان دولة مدنية.
محمد الأمين سعيدي/ شاعر وأكاديمي جزائري
لحظة تاريخية

إن اللحظة التاريخية التي جمعتْ مختلف أطياف الشعب الجزائري على كلمة واحدة، تمثّل ولادةَ الفرد مجددا ليكسر حاجز الخوف الذي مورس عليه رسميا. بل بفضلها توالت المكاسب من إيقاف العهدة الخامسة، إلى حث المؤسسة العسكرية على الانضمام إلى شعبها من خلال دعواتها لتفعيل المادة 102 والإقرار أن الشعب هو السلطة الفعلية. وانتهى الأمر إلى الإعلان عن استقالة بوتفليقة، وهذه كلها تعتبر مكاسب أو فوزا بمعركة أخرى منذ بدء الحراك.
بعد هذا يبدأ النضال الحقيقي من أجل تغيير النظام، واستبدال أنساقه البالية والمغلقة بأنساق جديدة قوامها الحرية والمسؤولية وتطبيق القانون، وحماية مكاسب الشعب من تسيير العسكر للمرحلة، وهذا الأخير هو الأهمّ لأننا نطمح إلى دولة مدنية حقيقية. لهذا يجب أيضا أن يوصل الحراك، من خلال الشارع، رسالة بالحلم بجزائر الغد التي تسع الجميع، وتؤمن بالإنسان والوطن، وبالمدنية. ولتحقيق هذا لا بد من تنحية رئيس المجلس الدستوري الذي اختار الوقوف مع العصابة ضد الشعب، والاتفاق على شخصية نظيفة.. ثم توسيع التغيير ليشمل كل المناصب الحساسة التي تحتاج أن تسيّرها شخصيات يقع عليها الاتفاق والإجماع وطنيا. أخيرا؛ لا بد للانتباه إلى مكاسب الحراك الرمزية، ومن أهمها كسر جدار الخوف، استعادة المرأة حقها في التعبير في الشارع مع أخيها الرجل، السلمية الخالية من العنف..
كل هذا يحث على ضرورة استمرار الحراك، وأن يستثمر مستقبلا في الإنسان لاستعادة القيم الوطنية التي استباحها النظام منذ عقود، وللعمل على بعث شعب يناضل من أجل حريته وكرامته بتمدّنٍ وتحضُّر.
الدكتور بريك الله حبيب
لحظة ميلاد جديدة لجزائر عظيمة

في الحقيقة أنا اعتبر هذه اللحظة من أهم اللحظات التي تعيشها الجزائر والتي تزامنت مع ذكرى الإسراء والمعراج لسيد الخلق محمد عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة والسلام، لحظة ميلاد جديدة لجزائر عظيمة وأعظم ما في الأمر أن هذه الاستقالة جاءت تلبية لحراك شعبي سلمي انتهى بدون قطرة دم ليس كما كان ينتظر بعض أعداء الجزائر، فعلا الرئيس السابق قدم وبدل وأعطى كل جميل للوطن، وها هو الآن يلبي نداء الشعب الجزائري ويسلم المشعل للشباب الجزائري من أجل مواصلة بناء صرح التقدم والازدهار نحو بناء دولة مؤسسات حديثة.
كل تمنياتنا له بالشفاء العاجل مع التحية والاحترام والتقدير لشخص الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، عاشت الجزائر حرة أبية والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
الشاعر محمد الصغير رشيد
الشعب هو مصدر التشريع والكلمة الأخيرة له

الآن أتنفس الصعداء والعبء الثقيل ذهب عنا، وأنا أحس الحرية بدأت من جديد،
هي لحظة لا توصف عندما سمعت بهذه الاستقالة، رئيس طاعن في السن مريض والعصابة أو محيط الرئيس هو الذي يمسك بزمام الأمور، الحمد لله ذهبت هذه الطغمة الحاكمة ونشكر قيادة الجيش على اتخاذ موقفها الرشيد ألا وهو الوقوف مع الحراك الشعبي، يعني مع الشعب.. ضاع شبابنا، العشرية السوداء وعشرين سنة حكم بوتفليقة… الشعب هو مصدر التشريع والكلمة الأخيرة له وتحيا الجزائر حرة ديمقراطية بلد العدالة والمساواة بين أفرادها.
السيناريست حورية خودير
القادم أفضل

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، نتمنى الخير للجزائر الحبيبة
والأمن والأمان والقادم أفضل بإذن الله.
الكاتب جليل دلهامي
استقالة بوتفليقة حدث مهم

استقالة بوتفليقة حدث مهم في تاريخ الجزائر ومحطة مهمة جدا لهذا الشعب المجاهد ليضع أسس دولته بيده لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة ويسقط مخلفات الاستعمار من سدة الحكم، لكن هذا لا يكون إلا بوعي حقيقي وصبر أيوب، لأن البناء يحتاج لرؤية شاملة صادقة واعية، لا شيئ يأتي من عدم وجهل وتسرع.
على أبناء هذا الوطن أن يضعوا اليد في اليد بعيدا عن التحزب والجهويات
والأصوليات الزائفة في نظري كوننا جميعا باختلاف آبائنا وأصولنا ننتمي لأرض واحدة، وجب علينا التفكير في كيفيه استثمارها إداريا واجتماعيا واقتصاديا بعيدا عن كل الشعارات الزائفة.. أيضا شاهد الجميع عن قرب تعري الأحزاب السياسية المعتمدة قانونيا وأظن أن الجميع صار يعرف ما مدى اهتزازها وهو يتابع تخاريفهم وشطحاتهم الزائفة منذ بداية الحراك، وعليه يجب الحذر في الاستحقاقات القادمة سواء الاستحقاق الرئاسي أو ما سيمس المجالس المنتخبة من أجل الاختيار الأمثل لمن سيقود البلد مستقبلا وكي لا نعيد الكرّة مرة أخرى ونندم حيث لن ينفعنا ذلك. ..أتمنى الخير والصلاح للبلد والعباد.. دامت الجزائر حرة أبية.
عبد العالي مزغيش
لحظة تاريخية بامتياز ودرس بليغ للشعوب الثائرة

هذه لحظة تاريخية بامتياز ودرس بليغ للشعوب الثائرة. الشعب الجزائري الذي قدم للعالم أقوى الثورات في القرن العشرين ضد أعتى قوى الاستعمار… ها هو يصنع الحدث مرة أخرى وبثورة سلمية يجبر الرئيس على الرحيل. لقد صنع الشعب أبهى صور النضال والمقاومة من أجل استكمال حريته المصادرة منذ الاستقلال المجيد عام 1962. آمل أن يحافظ الشعب على مكاسب ثورته مستقبلا وأن يسعى المخلصون في هذا الوطن إلى تطهير البلد من بقايا نظام متعفن فاسد مفلس تواطأ مع قوى أجنبية من أجل مصالح عصبة وعصابة استبدت، فعانى الشعب منها لسنوات طوال. الحمد لله أننا سنروي لأبنائنا وأحفادنا يوما ما عن هذه اللحظة المجيدة ورؤوسنا مرفوعة.
الشاعرة حورية آيت إيزم
هذا القرار سينهي الكثير من المهازل

سعداء لأنها ستنهي الكثير من المهازل، وهي اللبنة الأولى في بناء جزائر بأيادي شباب جزائري مصمم على التجديد والتطوير.
السنيمائي خالد شنة
اعتبرها نقطة فارقة في تاريخ الجزائر

أعتبرها نقطة فارقة في تاريخ الجزائر المعاصر، الشعب الجزائري يجبر الرئيس على التنحي بسلمية حضارية لا مثيل لها، الشعب ينتزع سلطته باتحاده ويأخذ بالبلد نحو مستقبل جديد زاهر.
عز الدين ترلباس
انتصار عظيم للشعب الجزائري

والله انتصار عظيم لشعب عظيم أثبت للجميع أنه قادر على صنع المعجزات بوحدته، وهذا الإنجاز العظيم لا يمثل إلا البداية. بداية نهضة فكرية وأخلاقية ستعيد الجزائر إلى مكانتها الحقيقية بين مصافي الأمم. جزائر نريدها فعلا أرض عز وكرامة بعيدا عن الشعارات الزائفة.
الدكتور محمد الأمين بحري
كل تحليل الآن هو تحليل فاقد للمصداقية

في ظل هذه الظروف والتقلبات، كل ما يأتي اليوم خبر، غدا ينسفه خبر آخر. اللعبة مستمرة وننتظر أين ستتوقف كرة الثلج، كل تحليل الآن هو تحليل متسرع وفاقد للمصداقية لأنه مجرد تهافت على مستجدات ينفي بعضها بعضا، لا يجب الوثوق بالأخبار العابرة والتأسيس عليها.
الدكتور عبد الرزاق بلعقروز
المطلوب منا جميعا الالتزام بالتسامح، التحاور، المصلحة العليا للوطن لأنها مرحلة حاسمة

إنها فعلا لحظة حاسمة في تاريخ الجزائر المعاصرة، لأنها جاءت ليس انطلاقا من رغبات السياسيين ومصالحهم، وإنما جاءت من خلال إرادة الشعوب في التحرر، واحترام الدستور والرغبة في التغيير وتجديد الحياة السياسية، التي لم تعرف ركودا مثلما عرفته في المرحلة الحالية، وبالتالي فاستقالة الرئيس هي حالة طبيعية لوعي شعبي عام تحرك بعد سنين عجاف من الجمود والتّغييب، ولم يرض بأن يقاد برئيس لا يسمع منه خطابا منذ سنوات عديدة، وهذا الأسلوب في التَّواصل السياسي مع الشُّعوب تجاوزته الممارسات السياسية الراهنة التي تبتغي التدبير السياسي الجدير بتوظيف طاقة الشعوب فيما يخدمها ويخدم مشاريعها.
وفضلا عن هذا، فإن استقالة الرئيس هي علامة على أن الممارسة السياسية لا ينبغي أن تؤدى بالنيابة أو الوكالة، أو من خلال الرسائل، صحيح أن الجزائريين أحبوا الرئيس لأنه قد أسهم في حقن الدماء وفي كتابة عهد المصالحة والوئام، وقد احترموا كثيرا ميراثه التاريخي والرمزي وإنجازاته التي لا ينكرها إلا مكابر، إلا أن التفاف البعض من المقربين منه بهذا الرئيس واستغلال رمزيته، قد جعلنا ندخل نفقا مغلقا، ونصمت زمنا ليس خوفا من تلك الزمرة التي أحبت التسيّد، وإنّما لأن الجزائريين أجلوا هذا الحراك لكي لا يكون مسوغا لأية انزلاقات أو سلوكات لا تعود بالخير على الجزائر في ظل ظروف دولية خاصة.
وما يجب علينا الوعي به بعد هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الجزائر هو ما يلي: إنتاج نخبة سياسية جديدة، ذات كفاءات علمية ولا تتحكم في مشاريعها الرهانات الإيديولوجية الضيقة، كي تشرع في قيادة الجزائر نحو التنمية والثقافة.
ما بعد نجاح الحراك حاليا، المطلوب منا جميعا الالتزام بقيم الأخلاق: التسامح، التحاور، المصلحة العليا للوطن، لأنها المرحلة الحاسمة.
حورية/ ق