بين الإشاعة والحقيقة العلمية

متى يُسمع نبض الجنين؟

متى يُسمع نبض الجنين؟

يقول الأطباء إن قلب الجنين يبدأ في النبض في مرحلة مبكرة للغاية، حوالي الأسبوع السادس من الحمل بحسب العمر الجنيني؛ أي بعد أربعة أسابيع من التلقيح تقريباً، بينما سماع هذا النبض لا يحدث فور تكوُّنه.

وفي العادة، يمكن للطبيب سماع نبض الجنين باستخدام جهاز “الدوبلر” في الأسبوع التاسع إلى الثاني عشر من الحمل. أما في الأسابيع الأولى؛ فغالباً ما يُرصد نبض القلب بصرياً، من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، كوميض بسيط على الشاشة، من دون أن يكون هناك صوت مسموع.

يُعَد الأسبوع الثاني عشر هو الخط الفاصل؛ حيث يتوقع الأطباء إمكانية سماع النبض بوضوح عند معظم النساء. إلا أن التأخُّر في هذا لا يعني بالضرورة وجود خلل أو إجهاض وشيك.

أسباب تأخُّر سماع نبض الجنين

يعتبر تأخُّر سماع نبض الجنين، هو أحد أكثر الأمور التي تثير القلق لدى الأمهات الحوامل. لكن الطب يطمئن السيدات الحوامل؛ بأن التأخُّر في سماع النبض له أسباب متعددة، معظمها طبيعي وغير مقلق، مثل:

الحساب غير الدقيق لعمر الحمل:

كثير من النساء يحسبن بداية الحمل من تاريخ آخر دورة شهرية، من دون الانتباه لاحتمال تأخُّر الإباضة، أو حدوث الإخصاب في وقت غير معتاد. هذا الاختلاف الزمني قد يعني أن الجنين أصغر عمراً مما يُعتقد، وبالتالي لايزال نبضه غيرَ مسموع.

وضع الرحم أو المشيمة:

إذا كان الرحم مائلاً إلى الخلف (وهو ما يُعرف بالرحم المقلوب)، أو إذا كانت المشيمة تتكوّن في الجهة الأمامية للرحم؛ فقد تُعيق هذه العوامل سماع النبض بوضوح عبْر الأجهزة التقليدية.

وضع الجنين داخل الرحم:

قد يكون الجنين في زاوية أو خلف المشيمة؛ مما يُخفي صوته عن جهاز الدوبلر. كذلك فإن حركة الجنين وموقعه المتغيريْن باستمرار، يجعلان الاستماع إلى نبضه يتطلب صبراً وتجرِبة أكثر من مرة.

زيادة الوزن أو دهون البطن:

الدهون الزائدة قد تعوق وصول صوت النبض من الرحم إلى الجهاز؛ خصوصاً في المراحل المبكرة من الحمل.

نوع الجهاز المستخدَم:

أجهزة الاستماع المنزلية ليست بنفس حساسية الأجهزة الطبية المتخصصة؛ مما يجعل استخدامها المبكر قد يُسبب إحباطاً للأم من دون مبرر.

هذه الأسباب مجتمعة، تدفع الأطباء إلى تجنُّب إجراء فحوص نبض الجنين في الأسابيع الأولى، إلا إذا كانت هناك ضرورة طبية واضحة.

نصائح عملية للحدّ من القلق عند تأخُّر سماع النبض

–           انتظري واصبري حتى الأسبوع الثاني عشر: ولا تحاولي سماع النبض في المنزل قبل هذا الموعد، لتجنُّب القلق.

–           قومي باستخدام الجِل الطبي المناسب: حالة استخدام دوبلر منزلي؛ حيث يساعد الجِل في تحسين انتقال الموجات الصوتية.

–           الاسترخاء خلال الفحص: التوتر قد يجعل عضلات البطن متيبسة؛ مما يصعّب عملية الاستماع.

–           زيارة الطبيب عند الحاجة: إذا لم يُسمع نبض الجنين حتى الأسبوع 13، فيُفضل إجراء فحص بالألتراساوند؛ لتقييم الوضع.

–           لا يظهر نبض الجنين بوضوح: خاصة في الفحوصات الأولية لنحو 15-20% من حالات الحمل في الأسابيع الأولى، من دون أن يشير ذلك إلى مشاكل في الحمل.