تعيش مصالح ولاية العاصمة هذه الأيام على الأعصاب بفعل بروز ظاهرة اقتحام السكنات غير المكتملة من قبل عدد من المواطنين الذين تلقوا تحريضا من أشخاص مجهولين استغلالا للحراك في الشارع، حيث يسهل تعبئة أولئك الذين يعانون أزمة السكن منذ زمن في الاتيان بسلوكات عشوائية وعنيفة بغية إنهاء معاناتهم رغم أن السكنات لم تكتمل من جهة، كما أنها ليست ملكا لهم من جهة ثانية، حيث تحرص الولاية هذه الأيام كل الحرص على عدم تكرار ما وقع في بلدية الرغاية ومختلف مناطق الوطن وتعمل على امتصاص غضبهم لتجنب الانزلاقات.
تعمل مصالح ولاية العاصمة على قطع الطريق أمام المحاولات الواقعة مؤخرا حول دعوات اقتحام السكنات حتى ولو لم تكن مكتملة، بعد حادثة اقتحام سكان حي معمل النجاح ببلدية الرغاية لمشروع حي 2168 مسكنا الذي هو قيد الإنجاز، حيث تعود ملكية هذه الشقق حسب بيان ولاية الجزائر، لكناب بنك وأشغاله للمرقي العقاري “ASSUR-IMMO”. وتشرف على إنجاز هذا المشروع، وفق ذات البيان، مؤسسة كوسيدار بحي عدل الكروش سابقا ببلدية رغاية، التابعة للـمقاطعة الإدارية لرويبة، وقد تسبب المقتحمون في خسائر مادية نجمت عن عملية الإقتحام، تمثلت في تحطيم الأبواب الخارجية لـ 19 عمارة فضلا عن كسر أبواب حوالي 200 شقة وإطارات بعض النوافذ.
وفي إطار هذا التصعيد الذي رافق الحراك بالشارع، فقد اضطرت مصالح الولاية إلى فتح تحقيق للتعرف على المتورطين الواقفين وراء التجاوز، في مقابل حث المواطنين على العدول عن مثل هذه السلوكات التي لن تنمّي إلا ثقافة الفوضى والعنف وتخلق المشاكل بين المستفيدين الأصليين والمتضررين من أزمة السكن والذين تعذر عليهم الاستفادة من الشقق لأسباب معينة، سيما وأن أصحاب المشروع بالرغاية قد أودعوا شكوى ضد الأشخاص المقتحمين، متهمين إياهم بتخريب السكنات وتحطيم الممتلكات العمومية بهذا المشروع السكني قيد الإنجاز.
تجدر الإشارة إلى أن الظاهرة رافقت الحراك في الأيام الأخيرة وقد استجاب فيه المقتحمون لنداءات مجهولة للهجوم على الأحياء الجديدة التي لم تكتمل على غرار ما وقع أيضا في قورصو والناصرية في بومرداس.
إسراء. أ
