– مشاهد حية من أعماق البحار في تجربة ميدانية لا تتكرر
بين زرقتي الماء والسماء, وتحت أشعة الشمس التي تملأ المكان, تكسرها طيور النورس التي تحلق في الأرجاء, وبعيدا عن صخب الشاطئ الذي يعج بالمصطافين, تبدأ متعة استكشاف عالم ما تحت الماء في رحلة بحرية ساحرة يضمنها نادي “ديكابالم” للغوص.
تكون الشواطئ في فصل الصيف قبلة المواطنين والراغبين في قضاء العطلة, وفي العاصمة يكون شاطئ القادوس الذي يجمع بلديتي عين طاية والرغاية معا مقصدا للعاصميين وحتى سكان الولايات المجاورة, وعلى مسافة ليست بالبعيدة, يوجد شاطئ آخر تابع لبلدية هراوة هو شاطئ طرفاية المعروف لدى رواده باسم ” لي كاناديان “يعد هو الآخر من أجمل شواطئ ساحل العاصمة.
ليس بعيدا عن شاطئ طرفاية, وتحديدا بالمدخل الرئيسي للشاطئ يتواجد مقر نادي “ديكابالم” الذي بات مقصدا للعشرات من الأشخاص نظير ما يقدمه لقاصديه من إمكانية تعلم واحتراف الغوص في البحار والاستمتاع بمشاهد حية من أعماقه, وهي الفرصة التي سنحت للبعض, وبقي يجهل متعتها كثيرون.

هذا النادي الذي تسيره وترأسهالسيدةرحمانية سهام, يعد من بينأقدمالنواديالرياضيةالمختصةفيالصوصبالجزائر, حيثباأن نشاطه بتاريخ 16 mars 2008.
ويضمن النادي من خلال مدربيه الستة المختصين في الغطس, دورات تكوينية مفتوحة لجميع الشرائح العمرية شريطة سلامة المتربصين من المشاكل الصحية التي قد تعيق الغوص في الأعماق, كما تعطي الفرصة للهواة لاكتشاف عالم أعماق البحار في تجربة ميدانية تدوم دقائق معدودات.
وحتى يصبح الغطاس محترفا, يتوجب عليه اجتياز مراحل تعليمية عدة, حيث يتم توزيع المتربصين عبر درجات تراعى فيها السن والخبرة السابقة, ويتلقون طيلة 5 أيام تقريبا بمعدل 10 غطسات دروسا نظرية وأخرى عملية تطبيقية تقصر مدتها أو تطول تبعا للشخص وقدرات استيعابه وتحمله, فضلا عن حالة الطقس.
ويكون النادي, الذي يعد الوحيد المختص في تعليم هذه الرياضة على السواحل الشرقية للعاصمة, قرابة 50 متربصا كل سنة, وهو العدد الذي يعكس نشاطا حقيقيا لهذا النادي الذي يشهد إقبالا متزايدا في فصل الصيف مقارنة مع باقي فصول السنة.

كما يتيح نادي “ديكابالم” الفرصة للراغبين في اكتشاف عالم ما تحت البحار والذين تزيد أعمارهم عن 8 سنوات ويمنحهم “صكا على بياض” يدوم عدة دقائق لمشاهدة عن قرب على عمق 3 أمتار كاملة أنواع الأسماك اللا متناهية والشعاب المرجانية فضلا عن أنواع من الأحياء البحرية الأخرى .
ويتم نقل المتربصين أو الذين يريدون استكشاف هذا العالم البحري بواسطة قوارب صغيرة نحو حجرة بونطاح العملاقة عن بعد يراوح بضع مئات من الأمتار, في رحلة سريعة تدوم بضع دقائق فقط, ومن هناك تبدأ متعة المغامرة الرائعة التي لا يشعر بها إلا هواة المغامرات واستكشاف الأحياء المائية.
وإضافة إلى ما يختزنه المكان من شعاب مرجانية ونباتات بحرية وأسماك بألوان وأشكال بديعة تأسر العيون, يحتضن أيضا بداخله بقايا حطام سفينة بحرية أمريكية, يروى أنها غرقت هناك في احدى الرحلات التي كانت تقوم بها نحو الجزائر, ويعتبر استكشاف هذا الحطام من أمتع الأنشطة لعشاق رياضة الغطس .
ولأن رياضة مثل هذه تفرض شروطا تضمن سلامة ممارسها, فإن الالتزام بالحدود والتقيد بالإرشادات أمر محتوم لا بد منه وذلك حتى لا يتحول شغف الإنسان إلى خطر, ورحلة استكشاف عالم جديد إلى طريق تكون نهايته غير محمودة.
وعن شروط السلامة هذه, تقول رحمانية سهام, إنه يجب على المتربص أن يخضع لمراقبة صحية من أجل الكشف عن مدى أهلية جسده وخلوه من أمراض تنفسية تمنعه من ممارسة هذه الرياضة, بالإضافة إلى عدم توغله في الماء إلا بعد ارتداء الثياب الخاصة بالغطس لأنها تؤمن الحماية الكافية للجسم في الأعماق خاصة فيحالة ملامسة جسم ما داخل الماء, وهذا الجانب يشمل ملابس الصوص والحذاء والقفازات والقبعة إضافة إلى الاوكسيجين.
سيكون يوما لن تنساه إذا ما استيقظت في يوم مشمس مشرق وتوجهت إلى نادي ديكابالم للغوص, قصد الاستمتاع بالحياة تحت الماء, لذلك, إن كنت من عشاق الغطس فلا تفوت زيارة هذا النادي وخوض هذه التجربة المميزة.





