متخصصون يدقون ناقوس الخطر حول تنامي ظاهرة “الحرڤة”… الجزائر لن تلعب دور الدركي  في ملف المهاجرين الأفارقة

elmaouid

الجزائر- أرجع عديد المتخصصين تنامي ظاهرة “الحرڤة”، في صفوف الشباب، مؤخرا، لعدة عوامل  أبرزها الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تصور الحياة في  الضفة الأخرى رغدا ورفاهية،

وبمجرد وصولهم يصطدمون بالواقع المر، والأرقام المسجلة في عدد الوفيات بعرض البحار تستدعي دق ناقوس الخطر، مشيرين أن الحد من الظاهرة يكون بإقامة مشاريع تنموية لتوفير مناصب الشغل والتوزيع العادل للثروات بين أبناء الوطن الواحد.

أوضح الرئيس السابق للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، الأربعاء، خلال منتدى جريدة “المحور اليومي”، أن ظاهرة “الحرڤة” خطيرة ومؤلمة في الوقت نفسه، وهي ناتجة لعدة أسباب أبرزها الوضعية الاقتصادية للبلد، إضافة إلى الاجتماعية مما يدفع بالشاب لركوب قوارب الموت، والإحصاءات الأخيرة حول عدد الحراڤين الذين لفظتهم أمواج البحر،  تستدعي  تكاتف جهود الجميع لمحاولة إيجاد الحلول.

كما أشار فاروق قسنطيني، أن الجزائر لن تلعب دور الدركي في ملف هجرة الأفارقة، بإيوائهم في مراكز خاصة، وسياسة  بلدنا واضحة في هذا المجال منذ البداية، فيما لم يعط إحصاءات عن عدد الحراڤة  نظرا لعدم توفر أرقام حقيقية،  كما تطرق إلى هجرة الأدمغة التي تعتبر مشكلا كبيرا، حيث يوجد 5 آلاف طبيب جزائري  يشتغلون في فرنسا، مرجعا تنامي ظاهرة الحرڤة خلال الفترة الأخيرة إلى تأثر الشباب بما  يراه على شبكات التواصل الإجتماعي، من حياة الرفاه  بالضفة الأخرى ولكن بمجرد وصولهم يصطدمون بالواقع المر.

وأكد قسنطيني، أن الجميع يتحمل مسؤوليته  في محاربة هذه الظاهرة الغريبة، من خلال تشجيع الإنتاج الوطني وإنشاء مؤسسات مصغرة ومن ثم استحداث مناصب شغل، إضافة إلى التخلص من سياسة الاستيراد و التوزيع العادل للثروات بين أبناء الوطن الواحد، وكذا إطلاق حملة وقائية حول الحراڤة، كما  ربط مصير الجزائر بالفلاحة لتحقيق التنمية.

 

عبد الكريم حمزاوي أستاذ جامعي :”شبابنا جيل مركب”

أكد الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع، عبد الكريم حمزاوي، أن الهجرة غير الشرعية، التي برزت بصورة رهيبة  تعكس وضعية المجتمع بأكمله. وهناك قوى داخلية وخارجية تدفع بالشياب للهجرة، مضيفا أن جيل اليوم “مركب” غير واع  بما يحدث من تطورات على جميع الأصعدة. وقال الأستاذ الجامعي، الشباب الجزائري لا يدرك ما يوجد بالضفة الأخرى، مما يشجعه علي ركوب قوارب الموت، والأرقام المسجلة حول عدد الوفيات بالبحر تستدعي دراسة الظاهرة من جوانبها المختلفة.

وأضاف المتحدث ذاته، أن المهاجرين الأفارقة أصبحوا يهددون أمن واستقرارالبلد من خلال  تبييض الأموال وممارستهم طقوسا غريبة على مجتمعنا،  مما يتطلب تطبيق القانون عليهم  لمحاولة احتواء الوضعية.

من جهتها قالت والدة أحد الحراڤة المفقودين، القسنطي فايزة، إن ظاهرة الحرڤة مست كل الشرائح. فحتى الذين لديهم إمكانيات للاستقرار هنا بالجزائر،  يريدون العبور إلى الضفة الأخرى دون سبب مقنع.