متاعب يومية يواجهها أعوان الأمن… شباب ومراهقون يرفضون الإمتثال لحظر التجوال

متاعب يومية يواجهها أعوان الأمن… شباب ومراهقون يرفضون الإمتثال لحظر التجوال

يجد أعوان الشرطة صعوبة في تطبيق سياسة وقف الحركة ومنع التجوال، التي كانت قبل أيام من الساعة السابعة مساء إلى غاية السابعة صباحا، لتصبح من الثالثة بعد الزوال إلى غاية السابعة صباحا، وهذا من خلال بقاء بعض الشباب يتجولون رغم التعليمات؛ الأمر الذي يفرض على أعوان الشرطة استعمال أساليب مخاطبة أكثر صرامة؛ من خلال قولهم: “لسلامتكم وسلامة أبنائكم ادخلوا بيوتكم”. ورغم كل ذلك يأبى البعض الدخول، ويلعبون لعبة القط والفأر؛ بالاختباء إلى حين مرور دوريات الشرطة.

لا تزال مظاهر الاستهتار والاستهانة بخطر الوباء، منتشرة خاصة بعد تعديل سريان الحجر الجزئي، ابتداء من الثالثة زوالا، إلى السابعة صباحا، حيث أصبح البعض لا يلقون بالا للتعليمات والتنويهات ووسائل السلامة والوقاية، ويتعاملون مع كل شيء باستهتار، حيث تشهد الأسواق تدافعا كبيرا للمتسوقين والمحلات التجارية طوابير لامتناهية وعدم احترام للمسافات.

 

جهود ضخمة مقابل استهتار واضح

رغم الجهود الضخمة للدولة للتعامل مع الأزمة، والتحذيرات من الوباء الخطير إلا أنها لم تجد مكانها في حياة بعض الجزائريين، فهناك استهتار فائق الخطورة وازدحام في الأسواق، كما لوحظت حركة واسعة على حواف الطرقات التي تحولت إلى أسواق مفتوحة، تفتقر إلى أدنى مقاييس الوقاية من الوباء المستشري، وطوابير لامتناهية من أجل اقتناء كيس السميد، عدم الالتزام بتعاليم الوقاية، كتجنب التجمعات والتباعد الاجتماعي، ويبقى الوعي لدى بعض المواطنين غائبا، والاستهتار حاضرا.

 

دعوات للحجر الكلي

استهتار البعض يقابله سخط البعض الآخر موجهين دعوات، إلى ردع المخالفين وحتى  المطالبة بفرض حجر كلي على غرار ذلك المفروض على ولاية البليدة.

وقال بعض من تحدثنا إليهم إننا نواجه عدوا ولا نعلم من أين يهاجمنا ولكن نعلم تماما كيف ينتشر وكيف نمنع ذلك من خلال عدم التجمهر، غير أن البعض لا يولي أهمية، رغم أننا أمام خيارين إما  سنصبح مثل الصين ونتغلب على المرض أو ننهار مثل إيطاليا ونودع المئات من الضحايا.

من جهتها، عبرت سامية عن غضبها من استهتار البعض قائلة: نجد الحركة شبه طبيعية ويجب عدم التهاون وعدم الاستهتار بالخطر، ونشعر بخيبة أمل كبيرة في بعض التصرفات، فهناك استخفاف وتهاون شعبي في مواجهة كورونا، خاصة و أن المستهترين لا يضرون أنفسهم فحسب، وإنما يضرون غيرهم، ويصبحون لاحقاً أداة لنقل المرض بين الناس، مثنيا على ما تقوم به الدولة في مواجهة الأزمة، حيث اتخذت إجراءات ربما تكبد خسائر مادية كبيرة، في سبيل الحفاظ وحماية وسلامة المواطنين.

المختص في الصحة العمومية الدكتور عيادة عبد الحفيظ: الحجر المنزلي لا يمنع ممارسة الرياضة والحياة العادية

وأوضح الدكتور عيادة عبد الحفيظ  المختص في الصحة العمومية، أن غالبية أفراد المجتمع لا يفهمون معنى الحجر الصحي المنزلي ويعتقدون أنه يكون بالبقاء في المنزل وغلق الأبواب و النوافذ، ولكن الأصح وفق المتحدث هو البقاء أكبر قدر من الوقت في البيت لتجنب الاختلاط بالناس مع ممارسة النشاطات اليومية بشكل عادي واحترام مسافة الأمان التي أصبحت اليوم تقدر بـ 5 أمتار وأخذ التدابير الوقائية مثل التعقيم وغسل الأيدي بالماء والصابون. ويمكن للشخص حسب الطبيب، أن يمارس الرياضة ويسيّر حياته بشكل عادي وإلا سيقتله القلق والوسواس والخوف والوحدة وغيرها من الأمراض النفسية، وعليه إذا استطاع فعليه الخروج للفضاءات المفتوحة مثل الغابة، لأنه يجب أن يتعرض لأشعة الشمس المفيدة للصحة، ولكن مع احترام التدابير الوقائية. ويعتبر الدكتور عيادة أن الانتقال لمرحلة التعامل بصرامة مع المواطنين الذين لا يلتزمون بتدابير الوقاية، أصبح أمرا حتميا بالنظر لارتفاع الإصابات وعدد الحالات المشتبهة، كما أن خرق المواطنين لتدابير الحجر لا يعطي معنى لكل الإجراءات التي أقرتها الدولة بوقف الدراسة وتسريح العديد من العمال وغلق المحلات والفضاءات التجارية وغيرها، بما أن الأشخاص لازالوا يتجمعون ويتجولون في الشوارع.

لمياء. ب