متاعب نفسية بالجملة … عطلة صيفية مرهقة للتلاميذ وعائلاتهم

متاعب نفسية بالجملة … عطلة صيفية مرهقة للتلاميذ وعائلاتهم

رغم فصل الحكومة الجزائرية، من خلال وزارة التربية الوطنية، في قضية الانتقال من سنة لأخرى في المستويات الدراسية جميعًا، وهو ما يعني إنهاء الموسم الدراسي، دون المرور لامتحانات الفصل الثالث، إلا أن الأسر التي يقبل أبناؤها على الامتحانات المصيرية تعيش توترا وارتباكا كبيرين خلال أوقات الحجر المنزلي.

وفي انتظار أيام الامتحانات المتعبة، تعيش الأسر الجزائرية أيام انتظار مرهقة و عسيرة، بعد عطلة إجبارية دامت أكثر من شهرين ونصف، بسبب تفشي فيروس كورونا.

 

فترة سانحة للمراجعة لكنها صعبة

ويسعى في الخصوص، الآباء أن يرافقوا الأبناء في هذه الفترة، إذ تقول السيدة فريدة التي لديها ابنة مقبلة على شهادة التعليم الأساسي وابن مقبل على امتحان البكالوريا، إنها مرحلة صعبة، رغم الفترة الطويلة السانحة للمراجعة وارتفاع فرصة النجاح. ولم تخف المتحدثة قلقها على حالة ابنتها وابنها اللذين يمران بأزمة نفسية بسبب البقاء في البيت، خاصّة وأنه مُكوّن من غرفتين فقط، وعدم تمكنهما من المراجعة الجماعية رفقة الزملاء، وهو الأمر غير الممكن في هذه الظروف.

 

مجموعات افتراضية للمراجعة الجماعية

مخاوف الآباء من المراجعة الجماعية، بضرورة التباعد الاجتماعي، والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، دفع ببعض التلاميذ من طلبة الثانوية تخصّص علوم طبيعية، إلى فتح مجموعة خاصة بهم على تطبيق “واتساب” والمراجعة عن بعد، في ظل المخاوف التي تعيق التلاميذ من الإصابة بالملل والشعور بالضجر بين جدران البيت.

هذا، وتبدو فترة أربعة أشهر قبل الامتحانات طويلة بالنسبة للتلاميذ، من جانب أنها فترة كافية لأعمال المراجعة واستيعاب كامل للدروس سواء بشكل فردي أو عبر مجموعات مشتركة، حيث يعمد الكثير من التلاميذ إلى التجمع افتراضيًا، ومساعدة التلاميذ الأقل استيعابًا، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، تقول “شيماء. ب” في تحضيرها لامتحانات شهادة البكالوريا.

كما تؤكد محدثتنا بأنّ “سهرات شهر رمضان قضتها في تجمعات مع زملائها افتراضيًا لمراجعة الدروس الخاصة بالفلسفة والتاريخ والجغرافيا، وحل النصوص الأدبية واللغات بسبب تخصصها في الآداب، فيما يقوم أساتذة بمتابعتهم بتقديم دروس عن بعد لتمكينهم من فهم المقرّر المدرسي المعني بالامتحانات.

 

مرافقة وبرامج

من جهة أخرى، تحاول العائلات أن تخلق أجواءً مختلفة في البيوت، في عز الأزمة الصحية، وحمل أبنائها على المراجعة وتحمّل تبعات الحجر الصحي على نفسيتهم، إذ عمد، عمار رحموني، إلى تذليل الصعاب، التي تواجه ابنه رياض المقبل على شهادة البكالوريا، وابنته سيرين المقبلة على امتحان شهادة التعليم المتوسط.

هنا، يقول جمال إن الظرف ليس سهلًا على الأولاد ولا على الوالدين، خصوصًا الحرص على توفير مختلف الظروف للمراجعة، وتخصيص وقت يومي لمراجعة الدروس، وعدم اهمال البرنامج الدراسي المحدد والمفترض أن يكون ضمن أجندة الامتحانات في سبتمبر المقبل.

 

متاعب وضغوطات

لكن طبيعة الامتحانات الحاسمة، نحو البكالوريا، قد تلعب فيها عوامل أخرى دورًا في تحديد مصير التلميذ، إذ تبدو فترة أربعة أشهر أيضًا طويلة من شأنها أن تمثل فترة إرهاق بالنسبة للتلاميذ، وضغط نفسي مستمر، وقد يقود إلى نقص متدرج للتركيز، بخلاف السنوات الماضية التي كان التلميذ في الصف النهائي بالثانوية، ينتقل فيها مباشرة من بيئة الدراسة إلى بيئة الامتحان بنفس الحافز والتوقد الذهني، إضافة إلى أن الظروف الاجتماعية تبقى متباينة بين صفوف التلاميذ.

ونبه العديد من الفاعلين في قطاع التربية بالجزائر، من نقابات وأساتذة وتلاميذ أيضًا، إلى أن تلاميذ ولايات الجنوب بالجزائر، سيعانون أكثر بسبب الحرارة المرتفعة، في غياب المكيفات الهوائية، وصعوبة الظروف للمراجعة عن بعد، عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لضعف تدفق شبكة الأنترنت.

لمياء. ب