أطلق، عبد الوهاب فلوح، شاب من ولاية الشلف، مبادرة “شجرة الشهيد” لجمع وغرس مليون ونصف شجيرة، في مسعى لإعادة تشجير المساحات التي أتلفتها موجة حرائق الغابات عبر عدد من ولايات شمال البلد والتعبير عن تضامن أبناء الولاية مع المتضررين من هذه الحرائق.
وأوضح السيد فلوح أن هذه المبادرة ذات البعدين البيئي والتضامني، التي جاءت بالموازاة مع الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، حيث استهدفت جمع وغرس مليون ونصف مليون شجيرة، تيمنا بعدد الشهداء الذين ضحوا في سبيل أن تحيا الجزائر حرة ومستقلة وموحدة.
أهمية الغطاء الغابي للحياة البرية
وأبرز المتحدث، الذي يشتغل مندوبا فلاحيا، أن فكرة هذه المبادرة نابعة من إلمامه بأهمية الغطاء الغابي سواء بالنسبة للحياة البرية أو بالنسبة للتغيرات المناخية، وكذا في ظل تسجيل إتلاف مساحات كبيرة خلال موجة الحرائق التي مست عددا من الولايات الشمالية، ما يستدعي تضافر جهود الجميع لإعادة تشجيرها وبت الحياة فيها من جديد.
الفلاحون المتضررون
وأضاف أن عددا من شتلات الأشجار المثمرة، وبالتنسيق مع المصالح المختصة، سيوجه لفائدة الفلاحين الذين تضررت بساتينهم، ما سيساهم في إعادة بعث نشاطهم الفلاحي والتجاري، فيما ستخصص الشتلات الأخرى لتشجير المساحات الغابية التي أتت عليها النيران.
وشرع عبد الوهاب، هذا الأسبوع، بالتنسيق مع عدد من أصحاب المشاتل بالشلف، في جمع شتلات الزيتون والتين والصنوبر الحلبي مع وضع ملصقات داخل المشاتل تعرّف بالمبادرة التضامنية البيئية وتدعو المواطنين للمشاركة فيها باقتناء الشجيرات، على أن يتم بعد جمع عدد معتبر منها إرسالها تباعا للولايات المتضررة، خاصة أن انطلاق حملة التشجير سيكون في شهر أكتوبر المقبل.
ورحب أصحاب المشاتل بهذه العملية التي من شأنها “تعزيز أواصر التضامن بين مختلف الولايات وإعادة تشجير المساحات الغابية المتضررة من الحرائق التي شهدتها البلد مؤخرا”، حسب تصريحاتهم.
واعتبر في هذا الصدد العربي سرندي عبد الغني، صاحب مشتلة خاصة بالصبحة، أن الولايات التي مستها موجة الحرائق الأخيرة سجلت خسائر معتبرة في الغطاء الغابي وحتى الأشجار المثمرة والممتلكات الخاصة للمواطنين، ومبادرة “شجرة الشهيد” ما هي إلا “مشهد عن قيم التضامن والتكافل المتجذرة لدى المجتمع الجزائري”.
تجاوب المواطنين وتضامنهم
وبمشتلة أولاد فارس، لوحظ تجاوب المواطنين مع المبادرة وتضامنهم المطلق مع المتضررين من حرائق الغابات، حيث أٌقبل أحمد (زبون) على شراء والتبرع بخمس شجيرات ما بين مثمرة وغابية، وكله أمل في إعادة تشجير المناطق المتضررة، لافتا بالمناسبة إلى أن مثل “هذه الكوارث الطبيعية عادة ما تصنع أبهى صور التضامن والتكافل بين مختلف جهات الوطن، كل بطريقته وكل حسب إمكانياته”.
وحسب ما استفيد لدى القائمين على هذه المبادرة، فإن الدعوة مفتوحة أمام مختلف فواعل المجتمع المدني والمحسنين للمشاركة في إنجاحها والتأكيد على وحدة الشعب الجزائري وتضامن مختلف فئات المجتمع مع المتضررين من حرائق الغابات.
ق. م