تحتضن قاعة سينماتيك الجزائر العاصمة، ابتداء من هذا الثلاثاء، حلقة جديدة من البرنامج الثقافي العربي «لا يعني لا» الذي يناقش قضايا العنف ضد المرأة من خلال النافذة الثقافية.
وعلى مدار ثلاثة أيام، سيتم تقديم برنامج متنوع من الأفلام التي ستعرض لأول مرة في الجزائر، حيث سيكون العرض الأول في الجزائر للفيلم المصري «ريش» للمخرج عمري الزهيري، والذي حقّق العديد من الجوائز في أكبر المهرجانات العالمية، من بينها جائزة أسبوع النقاد وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما «فيبريسي» في آخر دورة من مهرجان كان السينمائي الدولي، والتانيت الذهبي لمهرجان قرطاج والنجمة الذهبية لأفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة.
وكان فيلم “ريش” أثار جدلا في مصر بعدما اتهم صناعه بـ “تشويه صورة وسمعة” مصر من خلال عرض نماذج للفقر والعشوائيات في البلاد، كما انسحب فنانون مصريون خلال عرضه في مهرجان الجونة.
ويحكي “ريش” في مزيج بين الفانتازيا والكوميديا السوداء قصة زوج يقيم حفل عيد ميلاد ابنه الأصغر، ويقرر الخضوع لتجربة الساحر، الذي يضعه في صندوق ليتحول داخله إلى دجاجة، تاركا زوجته بلا عائل، لتنطلق في رحلة شاقة باحثة عن مصدر دخل في مجتمع لا يرحم، دون أن تكف عن محاولات خرقاء لإيقاف عمل السحر واستعادة زوجها من الدجاجة، مع البحث عن الساحر الذي اختفى بلا أثر.
ويقدم الفيلم قصته الغريبة في إطار من الواقعية، كأن هذه القصة يمكن أن تحدث فعلا، مستخدما ممثلين غير محترفين أتوا من عالمهم الطبيعي، يتحدثون بلغة المصريين.
وفي ظل هذا الجدل، قالت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله إن فيلم “ريش” لعمر الزهيري، “قطعة فنية من الإبداع الخالص من حيث أسلوب السرد، وتكوينات الصورة، والتعامل مع مجموعة من الممثلين لم يسبق لأي منهم الوقوف أمام الكاميرا”.
وبين هذا وذاك يبقى فيلم “ريش”، استثنائيا بالنسبة لمصر لأنه أول فيلم مصري طويل يفوز بجائزة في مهرجان كان، وهو الفيلم الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيري.
وكذلك لأنه نوع مختلف من السينما يندرج ضمن المدرسة العبثية وتذكرنا حكاية تحول الرجل فيه إلى دجاجة بالرواية التي تعتبر إحدى روائع الأدب العالمي “المسخ” لفرانز كافكا التي يفيق فيها البطل “غريغور سامسا” ليجد نفسة تحول إلى حشرة.
البرنامج سيعرف كذلك عرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني “كما أريد” للمخرجة سماهر القاضي، هذا الفيلم شارك في أكبر المهرجانات السينمائية وأهمها مهرجان “إيدفا” للفيلم الوثائقي.
واختار القائمون على هذه التظاهرة الثقافية، عرض الفيلم الجزائري “سولا” للمخرج صالح إيسعد، حيث سيكون عرضه الأول في الجزائر بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية.
كما ستثري البرنامج سلسلة من الأفلام القصيرة، من بينها فيلم عبد الله عقون “سترة “، والفيلم السوداني “الست” لسوزانا ميرغني، والفيلمان المصريان “حنة ورد” و”خديجة” للمخرج مراد مصطفى.
برنامج التظاهرة سيعرف في اليوم الأخير 17 مارس، حلقة نقاشية حول قضايا الحقوق والمساواة بين الجنسين ووضع المرأة والعنف في الفن، يشارك فيها كل من الكاتب الكبير أمين الزاوي والمخرجة ياسمين شويخ والمحامية عويشة بختي والممثلة ليلى توشي.
وسيكون الدخول مجانيا ومفتوحا للجمهور في حدود الأماكن المتاحة بما يتوافق مع البروتوكول الصحي.
وتهدف مبادرة «لا تعني لا»، إلى فتح النقاش حول قضية العنف القائم على المرأة، من خلال السينما والإعلام والثقافة، ويمهد هذا الحدث الطريق للحوار حول هذه الظاهرة.
للإشارة، هذا الحدث الثقافي، ينظم من طرف مؤسسة Keral Production بالتعاون مع Making of Films، وبدعم من المركز الجزائري للسينما ووزارة الثقافة والفنون.
ب/ص