أولاً: علينا جميعاً أن نتوجه إلى الله العلي العظيم بكل دعاء مخلص صادق أن يرفع عنا وعن الناس أجمعين هذا الوباء وهذا البلاء. وأن يكون مقروناً بتوبةٍ صادقة أن نقوم لله تعالى دائماً بكل ما أمر، وننتهي عما نهى عنه وزجر. “فما نزل بلاءٌ إلا بذنب، وما رُفع إلا بتوبة”.
ثانياً: المؤمن الصادق لا يفقد ثقته بربه، فلا يكره ما يصيبه أو ينزل به، لأنه يؤمن بأنّ كل ما يكون من الله هو خيرٌ له، ويدفع اللهُ به عنه ما هو أشد منه، كما جاء في سورة الكهف مع نبي الله موسى عليه السلام في رحلته مع الخضر عليه السلام، الذي خرق السفينة، فاستغرب موسى ذلك. وعندما أوضح له الخضر أن مَلِكاً ظالماً كان وراءهم يأخذ كل سفينةٍ تُعجبه، غصباً عن أصحابها. فكان الخرق سبباً في بقائها. وشعور المؤمن بهذا الأمان يجعله لا يقنط عند الشدائد.
ثالثاً: علينا أن نتعاون كل في ميدانه مع السلطات المحلية، وأهل الاختصاصات الصحية، في كل ما يساعد على الحد من انتشار الوباء، وإيجاد العلاج واللقاح المناسبين، وأن يبذل علماؤنا كل جهد مستطاع في ذلك. ونتجاوب مع أصول الحجر المنزلي ومبادئ الطهارة والنظافة.
رابعاً: علينا أن نكون كما علّمنا الإسلام شموليين في نظرتنا، بنّائين غير هدّامين، إصلاحيين غير مخرّبين، فالأزمة تتطلب تضافر الجهود بإيجابية ومهنية وإخلاص. والمعالجات يجب أن تشمل جميع الجوانب والعوامل والأسباب المباشرة وغير المباشرة، المادية والروحية، خصوصاً وأن الأزمة في شدّتها قد ساهمت في صحوة العقول والقلوب، عند العديد من الناس في العالم، والتأكيد على ضعف المخلوق أمام قوة الخالق المطلقة، والتسليم مع الإنابة إلى الله.
واليوم وفي زمن كورونا يخرج مؤخراً الملياردير الأمريكي بيل غيتس ليقول: “أنا مؤمنٌ بقوة بأن هناك سبباً روحياً وراء كل شيء يحدُث، سواءً كان جيداً أو سيئاً”، ثم يضيف: “يذكّرنا كورونا بأننا جميعاً متساوون، بصرف النظر عن ثقافاتنا وأدياننا أو مهننا أو أوضاعنا المالية أو مدى شُهرتنا، فهذا المرض يعاملنا جميعاً على قدر المساواة…”.
وقبل ذلك نشرت صحيفة نيوزويك الأميركية تقريراً للطبيب كريغ كونسيدين في 17 آذار 2020 يقول فيه إن خبراء المناعة مثل الطبيب أنطوني فوتشي، والمراسلون الطبيون يقولون إن النظافة الشخصية والحجر الصحي خلال انتشار الوباء هما أهم وقاية من الإصابة، وينسبون ذلك إلى نبي الإسلام محمد بن عبد الله الذي جاء بذلك منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.