ما يزال السكان تحت رحمة المياه القذرة واهتراء الطرقات… الأمطار وردوم المنازل تعقد مهمة المارة في الكاليتوس

ما يزال السكان تحت رحمة المياه القذرة واهتراء الطرقات… الأمطار وردوم المنازل تعقد مهمة المارة في الكاليتوس

لم يعد يخفى على أحد صعوبة المهمة التي يواجهها سكان بلدية الكاليتوس بالعاصمة لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، في ظل استمرار مشكل الاهتراءات التي طالت البنية التحتية لأحيائها وما يرافقها من تدفق للمياه القذرة وتدهور شبكة الطرقات وغيرها من النقائص التي استغرقت كثيرا من الوقت، وهي على حالها لتعقد بعض السلوكات الفردية لعدد من السكان من المشكلة بإلقائهم لنفاياتهم المنزلية على قارعة الطريق، ومنهم من لا يجد أي حرج في التخلص من النفايات الصلبة وردوم مبانيهم في المساحات الشاغرة وزوايا الطرقات لتتكفل الأمطار بتحويل المنطقة إلى صورة مأساوية حقيقية تعكس اللامبالاة التي سلطت خلال العقود الماضية ضد هذه المنطقة، الأمر الذي جعل ممثلي المجتمع المدني يدقون ناقوس الخطر قبيل أسابيع قليلة لبداية فصل الأمطار الحقيقي.

اشتكى سكان بلدية الكاليتوس من المشاكل التي ما تزال عالقة إلى الآن رغم المحاولات المستمرة لإحداث القطيعة معها بداية بانعدام النظافة بسبب الانتشار المذهل للردوم المنزلية والنفايات التي تراكمت في كل جانب، مشكلة مفرغة حقيقية للمخلفات المنزلية التي تناثرت أمام المساكن وعلى الأرصفة، متسببة في انتشار الروائح الكريهة والحيوانات الضالة في ظل تجاهل عمال النظافة لمهمة رفع الفضلات من الأحياء يوميا، ضف إليها تدهور شبكة الطرقات التي لطالما كانت سببا في تفاقم معاناتهم، خاصة مع تهاطل الأمطار، الأمر الذي يغرق الأحياء في الأوحال من جهة ويحول الطرقات إلى برك من المياه الراكدة التي لا تزول، وقد أصبحت تلك الطرقات المهترئة تمثل الإنشغال الأكبر للمواطنين وكذا الأطفال الذين يقصدون الشارع للعب في ظل غياب مرافق خاصة بهم، مبدين في نفس الوقت استياءهم من سياسة البريكولاج التي تنتهجها مصالح البلدية عند تهيئتها للطرقات والتي غالبا ما تترك تلك المهمة لبعض المقاولات التي تشرف على عملية التهيئة وعمليات التزفيت، تاركة خلفها عيوبا لا تعد ولا تحصى.

كما رافع السكان لإيجاد تسوية مستعجلة لتدهور شبكة قنوات الصرف الصحي، التي أصبحت تتسرب منها المياه القذرة والتي تشكل خطورة على صحة قاطني الأحياء، إذ تنبعث منها الروائح الكريهة باستمرار، متسائلين في ذات السياق عن سبب غياب مساحات خضراء على مستوى العديد من الأحياء، حيث طغى الإسمنت على الأراضي وشوه المنظر العام للمنطقة، كما أن السكان لا يجدون مكانا للإستجمام وقضاء وقت فراغهم، إذ تعرف الأحياء تجمع السكنات غير المتناسقة في أغلب الأحيان والمنجزة بطريقة عشوائية.

من جهة أخرى، لم يغفل السكان الحديث عن ظاهرة غزو الباعة الفوضويين للأرصفة وتشجيع أصحاب المركبات لنشاطهم بفعل ركن سياراتهم على طول الطريق لاقتناء مستلزماتهم منهم ليمنعوا بذلك المارة من سيرورة التنقل وحرمانهم من النظافة، باعتبار أن أغلب التجار غير الشرعيين والذين يبيعون الخضر والفواكه يتخلصون من مخلفاتهم في مكان نشاطهم.

إسراء. أ