ما هي مكانة المؤمن عند الله عز وجل ؟

ما هي مكانة المؤمن عند الله عز وجل ؟

 

المؤمن عبد الله مهما كان، ما دام معه هاتان الاثنتان، معه شهادة أن لا إله إلا الله، ومعه شهادة أن محمدًا رسول الله، هذا المؤمن مهما كان في مكانته وضيعًا ذليلًا، ومنظره قبيحًا أو ما شابه ذلك، فهو أعزُّ عند الله من كافر من منافق، من يهودي أو نصراني، مهما بلغ هذا في مكانته عند قومه من كُفَّار أو غيرهم، مهما بلغ لا يساوي عند الله جناح بعوضة، والمؤمن حرمته عند الله أعظم من حرمة المقدسات، فقد ثبت عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: “مَرْحَبًا بِكِ مِنْ بَيْتٍ، مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ”؛ أَيْ: مِنْ حُرْمَتِك أيتها الكعبة، فَإِنَّ حُرْمَةَ الْبَيْتِ إِنَّمَا هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ، قَالَ سبحانه وتَعَالَى ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ”؛ ابن ماجه. لذلك هذا المؤمن قد يساوي المائة أو المئات ممن خلا قلبه من لا إله إلا الله، خلا قلبه من شهادة الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم، عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم “لَا نَعْلَمُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ مِثْلِهِ؛ إِلَّا الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ”؛ رواه أحمد. انظر إلى كافر مهما عمل من الأعمال ينقصه لا إله إلا الله، وهذه عند المؤمن، الكافر تنقصه شهادة أن محمدًا رسول الله، وهذه عند المؤمن، الكافر ينقصه الإيمان باليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، الكافر تنقصه مئاتُ الصفاتِ الموجودةُ عند أدنى مؤمن من المؤمنين، قال سبحانه ” أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ” القلم: 35، 36. إنَّ عُلُوَّ الْإسْلَام وعلوَّ أهله على غيرهم من الأمم، معروف في دين الإسلام، فالعبد المؤمن ولو كان من عامة الناس وأدناهم مقدَّمٌ على السادةِ من غير المؤمنين، قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لرَجلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ اسْمُهُ زَاهِرٌ وقد احتضنه من خلفه وهو لا يشعر: “مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟!” يمازحه صلى الله عليه وسلم -وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا؛ أي: قبيحًا- هكذا خلقه الله، فَقَالَ: “يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا”؛ أي: رخيصًا، لا يشتريني أحد، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم “لَكِنْ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ”.

الدكتور مسلم اليوسف