ذهب عبد المطلب بابنه عبد الله حتى أتَى وَهْب بْن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ، وهو يومئذٍ سيدُ بني زُهرة نسبًا وشرفًا، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، وهي يومئذٍ أفضلُ امرأة في قُريش نسبًا وموضعًا، فدخل بآمنة فحملَت بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يلبث أن مات وهي حامِلٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم على الصَّحيح خلافًا لمن قال غيرَ ذلك، قال تعالى ” أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ” الضحى: 6. لَمَّا تم حملُ النبي صلى الله عليه وسلم ولدته أمُّه في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل. لَمَّا ولَدته أمُّه رأتْ آياتٍ تدلُّ على عِظَم قَدْره، وأخذته إلى جدِّه عبد المطلب فسمَّاه محمدًا، وختَنَه في اليوم السَّابع من ولادتِه على عادة العرب، وهناك خِلاف هل وُلِد مَختونًا أم ختنه جدُّه
ولنا وقفتان في ذلك:
– ما رأته أمُّه عندَ ولادته: رأت أمُّه كأنَّه خرج منها نورٌ أضاء لها قصور بُصرى بالشام “وبُصرى مدينة الآن في سوريا تبعد بنحو 140 كيلومترًا عن دمشق”، يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا دَعوةُ إبراهيمَ، وبُشْرىَ عيسَى، رأت أمِّي حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشام” صحيح الجامع.
– مع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ الذي ليس بعده أحد” وقد سمَّاه الله رؤوفًا رحيمًا، محمَّد؛ أي: محمود، تَحْمَده الخلائق كلُّها، وأحْمَد؛ أي: حَمدُه لربِّه أكثرُ من حمد الحامدين غيرَه، وذكر مرَّة واحدة في القرآن. وورد في الأثر من أسمائه: نبِي الرَّحمة ونبِي التَّوبة؛ أي: جاء بالتوبة والتراحم، والمَاحِي؛ أي: يمحو الله به الكفر، والمُقَفِّي؛ أي: خاتم الأنبياء، والمتوكل، وغيرها.
موقع إسلام أون لاين