ما هي قصة أصحاب السبت ؟

ما هي قصة أصحاب السبت ؟

قبل أن نبدأ في سرد قصة أصحاب السبت، سنذكر شيئا مهما ألا وهو: أن الله أمر اليهود بتعظيم يوم الجمعة فاختاروا السبت مكانه متعللين بأن الله لم يخلق فيه شيئاً، لأنه بدأ الخلق يوم الأحد، وفرغ يوم الجمعة، وهذا من تنطعهم وضلالهم وتقديم آراءهم على شرع ربهم، ووضع عليهم في ذلك الإصر والأغلال فحرم ذو العزة والجلال على اليهود العمل يوم السبت، وحدث في يوم السبت واقعة قبيحة قام بها اليهود، فقد كانت هناك قرية من قرى بني إسرائيل مطلة على البحر، وكان أغلب عمل أهل تلك القرية صيد السمك، وحدث لهم ابتلاء عظيم، فكانت الأسماك تأتي كل أيام الأسبوع عدا السبت، تأتي بكثرة حتى إنه بالإمكان اصطيادها باليد. وهذا عجيب: فالأصل أن الحلال كثير والحرام قليل، لكن لماذا نجد أحيانا أن أبواب الحرام أكثر؟ جواب هذا نجده في تتمة الآية أيها الحضور، قال تعالى ” كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ “. فيا ترى ماذا سيفعلون؟ هل سيرجعون إلى الله ويعلنون توبتهم أم ماذا سيفعلون؟. أصروا على اصطياد الأسماك، فحفروا الحفر ووضعوا الشباك يوم الجمعة، فإذا ذهب السبت أخرجوا الحيتان، وبالفعل فعل بعضهم هذا!، وأخرجوا الحيتان يوم الأحد وقام بعضهم بشوائها، فانتشرت الرائحة في أنحاء القرية وتساءل الناس: من أين لكم الحوت؟ فأجابوهم بفعلتهم وأنهم فعلوا كذا وكذا.

وهنا انقسمت القرية إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى: تابعت ما فعله بعض الناس وأعجبوا بحيلتهم وطبقوها. المجموعة الثانية: كرهت هذا الفعل واعتبرته تحايلا على ما حرمّ الله. المجموعة الثالثة: غضبت لهذا الفعل وأنكرته واستمرت في النصح والإرشاد. لما رأت الطائفة الواعظة عدم الاستجابة من الطائفة المعتدية في السبت، رحلوا وهذه كانت بداية النجاة لهم وبنو سوراً بينهم وبين أهل المعصية كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما. لمّا قام أهل الخير بما عليهم من دعوة و نصح وإرشاد وتوجيه، وقوبلت دعوتهم بالرفض والإباء والإعراض، رحلوا وتركوا المكان الذي ترتكب فيه المحرمات، وذهبوا إلى مكان يستطيعون عبادة الله فيه دون وجود مثل هذه المنكرات، قال تعالى ” قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ” الزمر: 10. لمّا غادر الصالحون مسخ الله العصاة قردة، وقيل مسخ شبابهم قردة وشيوخهم خنازير وذلك أن الله ذكر مسخ الخنازير أيضاً والخنزير أقبح، قال تعالى ” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيل ” المائدة: 60. ومن هذه القصة تعلم أخي الحبيب أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسنختم بهذا الحديث الذي يتبين لنا منه أن النجاة في التمسك بهذا الواجب العظيم ألا وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

من موقع الالوكة الإسلامي