ما هي فوائد الخلوة بالله ؟

ما هي فوائد الخلوة بالله ؟

الخلوة لا تخفى أهميتها للفرد المسلم، وخاصةً في وقت الفتن كزماننا، وكثرة شواغل الدنيا وزخرفها؛ ومن تلكم الفوائد:

– الأنس بذكر الله: أحد الصالحين كان يجلس وحده ذاكرًا لله، مناجيًا لربه، فقيل له: ألَا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟ فما تلذذ متلذِّذ بمثل ذكره سبحانه؛ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً”، ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: “ورجل ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه”؛ قال ابن القيم: “غرس الخلوة يثمر الأنس، فأنت عندما تخلو بالله وحدك تأنس به تعالى”، ويقول كذلك: “استوحش مما لا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك”؛ فالذي لا يدوم معي هو الدنيا، فأحصلها بالوحشة منها؛ لأنها لا تدوم، واستأنس بمن لا يفارقك، وذلك بالعمل الصالح؛ ومن الفوائد:

– تزكية النفس وإصلاح القلب: للتزكية أسباب كثيرة لحصولها ومنها الخلوة؛ قال ابن القيم في كتابه “الفوائد”: “اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن، فسَلِ الله أن يمنَّ عليك بقلبٍ؛ فإنه لا قلب لك”.

– فرصة للمراجعة والتوبة: لأن الإنسان إذا كان في وسط المنكرات، ووسط الهرج والمرج قد لا تُتاح له الفرصة لمحاسبة نفسه، إلا بالخلوة والاعتزال قليلًا، والمراقبة من بعيد؛ فيتبين له وجه الخطأ والصواب، فيدعوه ذلك إلى مراجعة حساباته.

– نيل المغفرة والأجر الكبير ومحبة الله: قال سبحانه ” إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ” الملك: 12؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العبد الخفي” رواه مسلم، والمراد بالعبد الخفي الذي يُكْثِر من عبادة الله في خلوته بربه، وغير ذلك من الفوائد.

الكاتب أنور النبراوي