ما هي علامات التوفيق ؟

ما هي علامات التوفيق ؟

 

من جليل نعم الله، والتي تخفى على كثير من الخلق: نعمة التوفيق؛ إذ هو مِنحةٌ منَ الكريم لا تُسدَى لكلِّ أحد، ولا يقدر عليها إلا من وفقه الله لها، قال شعيب عليه السلام: “وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” هود: 88. وللتوفيق علامات تدل عليه:
فأول علامات التوفيق: أن يوفقك الله للإيمان والإسلام، فهي أكبر النعم وأولاها وأعلاها، وهي أجل النعم وأعظمها ولا يفوقها نعمة؛ لأنه محض اختيار من الله لك من بين عالم يموج بالكفر.. قال تعالى: “بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين” .. ولولا الإيمان لما صلح عمل ولا قبلت قربة ولا طاعة لأن الشرك محبط لجميع الأعمال.

ومن التوفيق: أن يوفقك الله لعمل الخير بكل أشكاله وعلى اختلاف أنواعه: فيجعل لسانك ذاكرا، تتنقل من ذكر إلى ذكر، ومن قرآن إلى استغفار إلى تهليل إلى تسبيح،
وأن يوفقك للأعمال المالية من صدقات وزكوات ونفقات، وكفالة أيتام، وإحسان للفقراء والأرامل والمساكين، واستعمال مالك في بناء المساجد وحفر الآبار وطباعة المصاحف وفعل الخيرات. وأن يوفقك للأعمال البدنية من صلوات وصيام وحج وجهاد، وفي حديث أبي بكرة: “أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله”.

ومن التوفيق: أن يجعل الآخرة أكبر همه ومبلغ علمه، ولا يجعل الدنيا همه وشغله وغايته، وإنما هي ممر لدار المقر، ومعبر يعبر عليه إلى الآخرة والجنة دار الخلود، وهذا من نعم الله العظيمة، التي ينشرح بها الصدر وتطمئن بها النفس، قال صلى الله عليه وسلم “من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ له” صحيح الترمذي.

ومن التوفيق: أن يوفّقك الله للحرص على العلم والتفقه في دينه فتتعلم الأحكام، وتعرف الحلال والحرام، وتبحث عن مرضاة الله، وأن تتلذذ بطلب العلم وحضور حلقه ومجالسه، وتستأنس بسماعه، ولا تتضجر وتنفر بل تسعى إليه وتطلب الزيادة منه؛ ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله وعليه وسلم قال: “مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ” رواه البخاري.