ما هي حقوق المسلم على المسلم ؟

 ما هي حقوق المسلم على المسلم ؟

 

الحقُّ الأوَّل: تُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيتَه، وتَرُدُّ عليه السَّلامَ إذا سلَّم عليكَ؛ وإفشاءُ السَّلامِ من خَيرِ أعمالِ الإسلام، فقد سأل رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: “تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ” رواه البخاري ومسلم. ومن السُّنة إلقاءُ السَّلامِ، أمَّا ردُّه فهو واجب، ويتعيَّن الردُّ على المُسلَّم عليه، وإنْ لم يَرُدْ أَثِمَ؛ لقوله تعالى: ” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ” النساء: 86.

الحقُّ الثَّاني: تُجِيبُه إذا دَعَاكَ؛ ولا تتأخَّر عن الدَّعوةِ إلاَّ من عُذرٍ مُعْتَبَر. وتَنْوِي بإجابته إكرامَ أخيكَ المُسْلِمَ لِتُثَابَ عليه، فتَنْقَلِب العادةُ إلى عِبادة. ولا تُمَيِّز في إجابة الدَّعوة بين فقيرٍ وغَنِي؛ لأنَّ في عدم إجابة الفقير كَسْراً لخاطِرِه. وألاَّ يتأخَّرَ من أجل صومِه بل يَحْضُر، فإنْ كان صاحِبُه يُسرُّ بأكْلِه أفْطَرَ؛ لأنه مِنْ أحَبِّ الأعمال إلى الله تعالى، وإلاَّ دعا له بالخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ -أي: يدعو-، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ” رواه مسلم.

الحقُّ الثَّالث: تَنْصَحُ له إذا طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحةَ؛ والنَّصِيحةُ مِنْ خُلُقِ الأنبياء عليهم السلام؛ لأنهم أنْصَحُ الخَلْقِ، وأبرُّهم وأنقاهم، قال اللهُ تعالى عن نوحٍ عليه السلام أنه قال لقومِه “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ” الأعراف: 62. وقال عن هودٍ عليه السلام: ” وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ” الأعراف: 68. ونَبِيُّنا الكريمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو أعْظَمُ الخَلْقِ نُصْحاً، وأكثَرُهم شَفَقَةً على أُمَّتِه، ونُصْحاً لهم، وخوفاً عليهم.

الحقُّ الرَّابع: تُشَمِّتُه إذا عَطَسَ وحَمِدَ اللهَ، واللهُ تعالى يُحِبُّ العُطاسَ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ – أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ” رواه البخاري.

الحقُّ الخامس: تَعُودُه إذا مَرِضَ؛ ويتأكَّد هذا الحَقُّ إذا كان المَرِيضُ من ذَوِي الأرحام، أو كان جاراً. واللهُ تعالى يُعاتِبُ عبدَه يوم القيامة على تَرْكِهِ لِعِيادَةِ المَرِيض؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ! كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ؛ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ؛ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ” رواه مسلم.

الحقُّ السَّادس: تَتْبَعُ جَنازَتَه إذا مَاتَ؛ ومن فوائِد ذلك: أنْ يَعْلَمَ المرءُ مِقدارَ ضَعْفِه، ويتذكَّرَ مَصِيرَه ومآلَه، فيستعد لذلك بالتَّزَوُّدِ من الصَّالحات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “عُودُوا المَرْضَى، وَاتَّبِعُوا الجَنَائِزَ؛ تُذَكِّرُكُمْ الآخِرَةَ” حسن – رواه أحمد. ويقولُ جِبْرِيلُ عليه السلام: “يَا مُحَمَّدُ! عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ” حسن – رواه الحاكم والبيهقي. فاليومَ يُصَلَّى على أخيه، وغدًا يُصَلَّى عليه؛ لأنَّ الموتَ حَقٌّ على الجَمِيع، وإنما هي آجَالٌ، قال تعالى: ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ” الأنبياء: 35.