هناك ثمار مباركة من جراء سعيك وكسبك وضربك في الأرض؛ نذكرها فيما يلي:
أولًا: امتثالًا لأمر الله تعالى: أن أول ثمار العمل والكسب الحلال أن يمتثل العامل أمر الله تعالى؛ حيث أمرنا ربنا بالعمل وحثَّنا على ذلك؛ فقال سبحانه وتعالى ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ” الملك: 15.
ثانيًا: أن تنال أجر المجاهد في سبيل الله: ومن ثمار العمل والكسب أن ينال العامل الجاد أجر الجهاد في سبيل الله، وذلك من فضل الله تعالى؛ يقـول سبحــانه ” وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ” المزمل: 20.
ثالثًا: أن تتشبَّه بالأنبياء: ولقد أمرنا الله تعالى في كتابه بالاقتداء والتشبُّه بهم؛ فقال جل جلاله ” وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ” الفرقان: 20.
رابعًا: أن يعُفَّ نفسه عن مسألة الناس: ومن ثمار العمل والكسب أن يعف العامل نفسه عن مسألة الناس، والوقوف على أبوابهم، فالمسألة مذلَّة للسائل، تُرِيق ماء وجهه؛ عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن يأخذ أحدكم حبلَه فيأتي بحُزمة حطب على ظهره، فيبيعها، فيكف الله بها وجهه – خير له من أن يسأل الناس؛ أعطَوه أو منعوه” البخاري.
خامسًا: تعمل وتتكسب فتنفق في سبيل الله بصدق وإخلاص، فتفوز برضوان الله، فتدخل الجنة من باب الكسب الحلال والإنفاق في وجوه الخير، قدوتك في ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وجميع المحسنين الذين عناهم الله بقوله ” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران: 133، 134.
سادسًا: أن يكون مطعمه حلالًا، فيقبل الله دعاءه وعمله: واعلم أن من شروط قبول الأعمال الْمَطْعَمَ الحلال؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعثَ أغبرَ، يمُدُّ يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك” أخرجه الترمذي. الكاتب أنور النبراوي