ما هي اهتماماتك ؟

ما هي اهتماماتك ؟

 

قال الصحابي الجليل وأمير المؤمنين والخليفة الزاهد عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ذا يوم لأصحابه تمنّوا، فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم أنفقها في سبيل الله، قال: تمنوا، قال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت جواهر أو نحوه فأنفقه في سبيل الله، فقال عمر: تمنوا، فقالوا: ما تمنينا بعد هذا، قال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله. هكذا كانت أمنيات واهتمامات الصحابة تنصب في مجال واحد هو: السبيل والطريق الذي يقرّبهم إلى الله عز وجل، واهتمامهم كان في نصرة هذا الدين. وهذا أبو بكر رضي الله عنه لما أسلم حرص على هداية وإسلام مجموعة من الصحابة منهم عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد والزبير وطلحة رضي الله عنهم جميعًا. وانظر أيضًا إلى صحابي صغير كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ربيعة بن كعب الأسلمي فقال له صلى الله عليه وسلم: “سل حاجتك، قال: أسألك مرافقتك في الجنة”. لم يهتم بأمور الدنيا الزائلة، وإنما كان يفكر في الآخرة لأنها هي الباقية، فقال عليه الصلاة والسلام أو غير ذلك يا ربيعة؟ قال: هو ذاك يا رسول الله. قال: “أعني على نفسك بكثرة السجود” رواه مسلم. وهذا زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله تعالى لما وضعوه ليغسّل وجدوا على جسده آثار ندوب وجروح، فاستغربوا من ذلك، فلما سألوا وجدوا أنه قد تكفل بإعالة مائة بيت من بيوت المسلمين يحمل لهم الماء والزيت والدقيق، وإذا بهؤلاء بعد موته يخرجون يسألون الناس. وأخيرًا:  يقول الإمام الكيلاني وهو يربي غلامه: “يا غلام لا يكن همّك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح، وما تسكن وما تجمع، كل هذا همّ النفس والطبع، فأين همّ القلب”.