ما هي الدروس المستفادة من جائحة كورونا ؟

  ما هي الدروس المستفادة من جائحة كورونا ؟

– لقد علمتنا هذه الجائحة أن الله على كل شيء قدير, وأنه سبحانه وتعالى غالب على أمره, وأن القوى العالمية كلها لا شيء أمام قوته سبحانه وتعالى . وعلمتنا هذه الجائحة أن الإِنسَانَ ضعيف مع شِدَّةِ بَأسِهِ ! وقلّة حيلته مع ذكائه, وأنه حين يظن أنه حاز أسباب العلم الدنيوي ،والتقدمِ المادي ،فهو أضعفُ شيء أمام قوة الجبار سبحانه.

– وعلمتنا هذه الجائحة أننا أحوج ما نكون إلى الله في كل أمورنا, وأننا إن انحرفنا عن الصلاح فالعقوبة قد تحل بنا, وأنه حين تشتد الكروب فلن يكشفها إلا هو, فكل القوى توقفت, وكل الإمكانيات عجزت, وكل الدول حارت, وهُزمت أمام أصغرِ مخلوق, ولن يكشفه إلا الله. وعلمتنا هذه الجائحة أن الحياة متقلبة, وأن الأحوال متغيرة, وأن الله قادرٌ على تغير الأمور في أقل من طرفة عين, وبأدنى سبب.

– وعلمتنا هذه الجائحة أن الصحة والعافية من أعظم النعم, ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَافِيَةِ” رواه أحمد. فالصحة والعافية إن فقدت ،فليس للمال ولا للمتاع لذة, وقد بين صلى الله عليه وسلم لنا ذلك ففي سنن الترمذي “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا”.

– كما بينت هذه الجائحة أن البيت والأسرةَ هي المحضن الأقوى لغرس القيم, فحين توقفت المدارس والمؤسسات التربوية بقي دور الأسرة شامخاً مثمراً ،فعلم الوالدين أبناءهم ونصحوهم ،وأقام البعض الصلاة مع أبنائه وأحفاده ،وعلمهم الوضوء والصلاة، وعلمتنا هذه الجائحة أن نساءنا في البيوت على ثغر كبير, يقمن بتربية الأولاد, ويعلمن الأجيال, ويتحملن حركة الأطفال ،ويقمن على شؤون البيت.

– وعلمتنا هذه الجائحة أن موازين الناس في المجتمع تحتاج لمراجعة وترتيب, فليست الصدارة للفنانين ،ولا للاعبين، وإنما الصدارة للعالم الذي يفتيك حين الجائحة, وللطبيبَ الذي يسهر على مريضه ويبيت بعيدا عن أولاده , والممرضَ المعالج, ورجلَ الأمن الساهر, فهؤلاء لهم الصدارةُ في المجتمع.

– إن العودة للمساجد بعد إغلاقها نعمةٌ تستوجب الشكر والحمد والثناء، وأن من شكر الله تعالى ، والاعتراف بفضله ،أن نستشعر مسؤوليتنا في استبقاء النعمة ودوامها ،فليؤد الذي اؤتمن أمانته ،وليتق الله ربه. وواجبنا أن نستشعر المسؤولية بفعل الأسباب المعنوية والمادية لمواجهة هذا الوباء والابتلاء. وأن نواجهه بالتوكل على الله ،والتضرع إليه ،والإنابة إليه، والدعاء ،مع الأخذ بالأسباب ،ونواجهه بالتوبة إلى الله ،واستغفاره ،والمحافظة على حدوده ، وتعظيم شعائره ،وبالشكر الحقيقي لنعمه، قال الله تعالى “لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” إبراهيم .7