ما هي أسرار التوافق بين الزوجين ؟

ما هي أسرار التوافق بين الزوجين ؟

إن اجتماع الزوجين على ما يرضي الله تعالى هو أعظم أساس لبناء السعادة في الأسرة المسلمة، فالله وحده تعالى هو الذي يؤلف بين القلوب ويجمع بينها، وطاعته لها أثر كبير في سيادة الأُلْفة والمحبة، والتوافق بين الزوجين، وتأمل معي في الصورة الرائعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي تبين حلاوة هذه العلاقة: “رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت رش في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلَّى، فإن أبى رشت في وجهه الماء” رواه أبو داود. والسؤال هنا: لماذا لا يشعر الزوج أو الزوجة بالاستمتاع في الحوار أو الجلوس أو السفر كل منهما مع الآخر؟ وللجواب على مثل هذا السؤال علينا الحرص على التوافق بين الزوجين، والسعي في نجاح العلاقة بينهما، ويكون ذلك:

أولًا: مراقبة الله سبحانه في علاقتهما مع بعض، والبعد عن المعاصي فهي طريق كبير للتعاسة وتنافر القلوب.

ثانيًا: من الضروري جدًّا محبة الطرف الآخر لذاته، فإذا تم العثور على أي عيوب أو نقاط ضعف في الشريك الآخر، فإن التوافُقَ يكون بخلق بيئة ممكنة للتعايش معه، وليس التأثير والإجبار على التغيير ضد إرادته.

ثالثًا: وجود ثقة ملموسة بينهما، بينما انعدام الثقة هو نتاج الشك، وسوء الظن في الحب بينهما.

رابعًا: التوافق في تحقيق أهداف مشتركة في التعليم والتربية وبناء البيت، مع الاهتمام بنفس الهوايات والمهارات والمواضيع التي يتبنَّاها الطرف الآخر.

خامسًا: السعي في حل الخلافات وعدم تراكمها، دون تصعيد في النزاعات، أو تسفيه للطرف الآخر، وإن احتاجا إلى مُصلِح أمين فلا مانع من ذلك.

سادسًا: احترام أهل وأسرة كل طرف، والتواصُل معهم بحبٍّ ومودَّة، حتى وإن كان بعضهم سيِّئ الطِّباع.

سابعًا: التضحية هي قمة كل علاقة ناجحة، من حيث تلبية احتياجات الطرف الآخر، وإشباع رغباته.

الدكتور مسلم اليوسف