ما هي آداب النوم ؟

ما هي آداب النوم ؟

النوم من آيات الله العظيمة، فإنك ترى الناسَ نياماً كجثث موتى لا يشعرون بشيء، ثم يبعثهم الله تعالى، وفي ذلك عبرة عظيمة؛ لأنَّ الأمر يُشبه إحياءَ الأموات بعد البعث، فإنَّ القادر على ردِّ الروح – حين يصحو الإنسان في الدنيا – قادر على أنْ يبعث الأمواتَ من قبورهم، وهو على كل شيء قدير، قال الله تعالى ” اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الزمر: 42. والنوم ضرورة للإنسان؛ بل إنَّ جزءًا كبيراً من عمره ينقضي في النوم، والعاقل يتعرَّف على آداب النوم في الإسلام لكي يستفيد من نومه، فيضمه إلى ميزان حسناته، ويجعله عبادةً يُثاب عليها، بدلاً من أنْ يخسر هذا الكمَّ الكبير من ساعاتِ وأيامِ حياته دون فائدة، وبين أيدينا آداب تتعلَّق بالنوم تُعين المرء على تحويل نومه إلى عبادةٍ يُثاب عليها، ومنها:

– استحضار نيةٍ صالحةٍ عند النوم: بأن ينوي إراحةَ بدنه، وتجديدَ نشاطه حتى يستطيع أداءَ العبادة والتكاليفَ الشرعية، وبهذه النية يُصبح نومه وراحته عبادةً يُثاب عليها.

– إغلاقُ الأبوابِ، وإطفاءُ النارِ والمصابيح: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ” رواه البخاري. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ” رواه البخاري ومسلم. وعِلَّةُ ذلك هو الخوف من انتشارِ النار واشتعالِها على أهلها.

– نفضُ الفراش قبل الاضطجاع عليه: بأنْ يُمسِكَ بطرف ثوبه، وينفض الفراش ثلاثاً بداخِلَةِ الثوب، ويقول “بسم الله”. لقوله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ” رواه البخاري ومسلم.

– التطهر قبل النوم: اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطاعةً لأمره؛ فإنه عليه الصلاة والسلام قال: “إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ” رواه البخاري ومسلم.

– قراءةُ شيءٍ من القرآن: فإنه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ كقراءةِ “آية الكرسي” التي تحفظ صاحِبَها، ولا يقربه شيطان حتى يُصبح، وقراءةِ “سورة الإخلاص” و”المعوذتين” وينفث بها في كفيه، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده. وأنْ يأتيَ بالأذكارِ الواردةِ قبل النوم.

– النوم على الجانب الأيمن، ووضع يده اليمنى تحت خدِّه: لقول النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازبٍ رضي الله عنهما: “ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ” رواه البخاري.

– الوضوء أو التيمُّم عند رغبة النوم على جنابة: فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: “كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهْوَ جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ، وَتَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ” رواه البخاري.

 

من موقع الألوكة