البيوت هي الأماكن التي يأوي إليها الناسُ لِيَجِدوا فيها الراحة والأمن والطمأنينة، وأعظمُ زينةٍ للبيوت هي تقوى الله تعالى، والتقوى لا تتحقق إلاَّ بالتزام الآداب المشروعة للبيوت، ومنها:
– أدب الاستئذان: ويتأكد ذلك في الأوقات التي يضع الناس فيها ثيابهم؛ كما قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 27. فلا ينبغي أنْ تُقتَحَم هذه البيوت إلاَّ بعد الاستئذان الذي قَرَنَه الله تعالى بالإيمان.
– ومن آداب البيوت: إلقاء السلام. فيُستحب السلامُ عند دخول البيت، وقد سمَّى اللهُ تعالى الجنةَ دارَ السلام؛ لما في السلام من الراحة والطمأنينة، المناسب لنعيم الجنة، قال الله تعالى: ” لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ” الأنعام: 127. والسلامُ هو تحية أهل الجنة؛ كما في قوله سبحانه: ” تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ” يونس: 10. عن جابر رضي الله عنه قال: ” إذا دخلتَ على أهلك، فسلِّم عليهم؛ تحيةً من عند اللهِ مُباركةً طيبة” رواه البخاري.
– وينبغي لداخل البيت أن يُسمِّي الله تعالى؛ لأنَّ الشيطان لا بقاء له مع اسم الله تعالى، واللهُ تعالى وَصَفَ الشيطانَ بقوله سبحانه: ” إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ” فاطر: 6. ولا ريب أنَّ من أعظم الأسلحة التي يواجَه بها هذا العدو هو ذِكْره سبحانه. ولا ننسى وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: ” إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ” رواه مسلم.
– ومن آداب البيوت: إعلام أهل المنزل عند الدخول عليهم؛ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ” نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ” رواه مسلم. قال الإمام أحمد رحمه الله: ” إذا دخل الرجل بيته؛ استُحِبَّ له أن يتنحنح، أو يُحرِّك نعليه”.
من موقع إسلام أون لاين