إن الحقَّ سبحانه وتعالى خلَق البشر، وجعل منهم الذَّكر والأنثى، ومن الرِّجال مَن يَزِنُ واحدًا، ومنهم من يزِن مائة، أو يزِن ألفًا، أو يزن مليونًا، أو أمَّةً، ومن الرجال وبكلِّ أسف من لا يزِن شيئًا، فأي هؤلاء أنت؟!. أخبرنا ربُّنا عزَّ وجل أنَّ خليله إبراهيم عليه السلام يزِنُ أمَّةً وحدَه، فقال في حقِّه ” إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ” النحل: 120. فكان خليلُ الله إبراهيمُ إمامًا في الخير، ومعلِّمًا للغير، فصار بذلك أمَّةً، وقال بعضُ العلماء: كان إبراهيمُ أمةً؛ أي: رجلًا لا نظيرَ له. وعن سعيد بن زيدٍ قال: سألتُ أنا وعمرُ بنُ الخطَّاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرٍو، فقال: “يأتي يومَ القيامة أُمَّةً وحده” رواه أحمد. ولما ذهَب عمرو بن العاص لفتح مصر، وأراد إمدادًا للجيش، كتَب إلى عمر بن الخطاب يستمدُّه، فأمَدَّه عمرُ بأربعة آلاف رجل، على كلِّ ألف رجلٍ منهم رجلٌ، وكتب إليه: إنِّي قد أمددتُك بأربعة آلاف رجل، على كلِّ ألف رجلٍ منهم رجلٌ مقام الألف: الزبير بن العوَّام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصَّامت، ومسلمة بن مخلد” وكان سيِّدنا أبو بكر يقول: “لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل”. وفي يوم من الأيام يأمرُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنَ مسعودٍ أن يصعَد على شجرةٍ ليأتيه منها بشيءٍ، فنظر أصحابُه إلى ساق عبد الله بن مسعودٍ حين صعد الشجرة، فضحكوا من حُموشة ساقَيْه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “ما تَضحكون؟ لرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أُحُدٍ” رواه الطبراني، فإذا كانت تلك النَّماذج المتقدِّمة لها قدرٌ ووزن في الإسلام، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنَّه قلَّ أن تجد الرِّجالَ الذين لهم أوزان، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّما النَّاسُ كإبل مائةٍ، لا تكادُ تجدُ فيها راحلةً” رواه البخاري. بل من النَّاس من لا يزِن شيئًا عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّه ليأتي الرَّجُلُ العظيمُ السَّمينُ يومَ القيامة، لا يزِنُ عند الله جناحَ بعوضةٍ”، وقال: اقرؤوا، ” فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ” متفق عليه.
من موقع إسلام أون لاين