إن السماع والإنصات إلى القرآن الكريم يكتسب الإنسان المسلم الفضائلَ الدنيوية والأخروية، وينال به الرحمات من الله تعالى، ومن التوجيهات التربوية في ذلك:
أولًا: حصول الخير والأجر العظيم من الله تعالى عند سماع القرآن الكريم والإنصات إليه، فعن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “مَن استمع آية من كتاب الله، كانت له نورًا يوم القيامة”.
ثانيًا: يكفي القرآن الكريم مهابةً وعظمة وشوقًا إلى سماعه والإنصات إليه أنه كلام رب العالمين جل جلاله، فلو نزل على جبل أشمَّ، لخشع وتصدَّع من خشية الله سبحانه؛ قال تعالى: ” لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” الحشر: 21.
ثالثًا: قوة تأثير القرآن الكريم في النفوس عند سماعه، ولقد حكى القرآن الكريم سماع الجن له وتأثرهم به، فقال تعالى: ” قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ” الجن: 1، 2.
رابعًا: التفاعل الإيجابي مع القرآن الكريم عند سماعه، تأسيًا بقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوَّذ”. صححه الألباني.
خامسا: ومن حُسن الاستماع والإنصات عدمُ الانشغال بأمور تَنُمُّ عن اللامبالاة بالقرآن الكريم؛ كالحديث في أمور الدنيا غير الضرورية، أو الضحك والمزاح.
موقع إسلام أون لاين