ما هو فضل العلم وأهله ؟

ما هو فضل العلم وأهله ؟

 

اعلم أن العلم هو أشرفُ ما رغِب فيه الراغبُ، وأفضلُ ما طلب وجدَّ فيه الطالِب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب. والتقوى هي أساس العلم ومفتاح الفهم؛ قال الله تعالى: ” وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” البقرة: 282. لقد رفع الله تعالى شأنَ العلم وشأن أهله، وبيَّن مكانتهم، ورفع منزلتهم في أبهى مكان، فقال سبحانه وتعالى: ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ” المجادلة: 11، وقال الله تعالى: ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ” فاطر: 28؛ ولهذا أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يدعوَ يقول: ” وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ” طه: 114. قال ابن عُيَيْنة رحمه الله: ولم يزل صلى الله عليه وسلم في زيادةٍ مِن العلم حتى توفاه الله عز وجل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم انفَعْني بما علَّمتَني، وعلِّمْني ما ينفعُني، وزِدْني علمًا، الحمد لله على كل حالٍ، وأعوذ باللهِ مِن حال أهل النار” رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان مِن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذُ بك مِن قلبٍ لا يخشع، ومِن دعاءٍ لا يُسمَع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومِن علمٍ لا ينفع، أعوذ بك مِن هؤلاء الأربع” رواه النسائي، والعلم هو حسنة الدنيا، كما قال الله تعالى “وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ” البقرة: 201، قال الحسن البصري: هي العلم. لقد منع الله سبحانه المساواةَ بين العالم والجاهل؛ لِمَا يختصُّ به العالم من فضيلة العلم، ونورِ المعرفة، وإدراك واسع، ” أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” الزمر: 9، إنما يتذكر ويعرف الفرقَ أصحابُ العقول السليمة. ومِن علامات الساعة وأشراطها قلةُ العلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: “إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويثبُت الجهل، ويُشرب الخمر، ويظهر الزنا” متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسُئلوا، فأفتَوا بغير علم، فضلُّوا وأَضلُّوا” متفق عليه. والمراد بقبض العلم هو موت العلماء.                               الدكتور زيد بن محمد