إن علاج قسوة القلب يكون بتوبة صادقة بين العبد وربه عز شأنه فيبتعد فيها عن الذنوب مع إكثار الأعمال الصالحة وبهذين الأمرين يتطهر من أوساخ الذنوب ويتداوى من سمومها. وإن من خير ما تلين به الأفئدة وتخشع له هو كلام الله قال سبحانه ” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ” الزمر: 23.
ومما يعالج به قسوة القلب: كثرة ذكر الله تعالى ” الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” الرعد: 28. قال رجل للحسن البصري “يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي؟ قال: أذبه بالذكر.
ومن العلاج الدعاء والالتجاء لله سبحانه فإن القلوب بيده سبحانه وقد استعاذ عليه الصلاة والسلام من قلب لا يخشع، وسأل ربه قلبا سليما، وسأله الهدى والتقى وكان مكثرا من سؤال الثبات.
ومن العلاج زيارة المسلم المقابر وخصوصا حين يكون وحيدا ويجلس بعض الوقت متفكرا متذكرا حاله إذا لحق بهم وأهيل عليه التراب ثم تركه الأهل والأحباب.
ومن العلاج: الصدقات يقول أبُو هُرَيرَةَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: “إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِم الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ” رواه أحمد وحسنه الألبانيُ. ومما يلين القلب ويحمي قسوته صحبة الصالحين والبعد عن مجالس العصيان قال تعالى ” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ” الكهف: 28.
وختاما فالنحرص على تليين قلوبنا وعلاج قسوتها باستماع كلام الله وبتلاوته وتدبره وبزيارة المرضى وبالدعاء وبزيارة المقابر وبالصدقات وبكثرة ذكر الله وبمجالسة أهل الصلاح والذكر.