ما هو طموحك ؟

ما هو طموحك ؟

الطموح هو الحلمُ المنشود والمرغوب لدى الإنسان، أو الأمرُ العالي والهدف النبيل الذي يسعى لتحقيقه في المستقبل، فيتبنّاه وَيجيشُ به صَدْره، ويحتضنه بفكره وعقله، ويمنحه وقته وعطاءه، فلا يضعف الطموح ولا يشيخ ولا يهتزّ ولا يبرد، ولا يتأثر بظرفٍ أو حادثٍ أو موقفٍ صَادمٍ. والناظرُ إلى تَعَاليم دِيننا الحَنيف يرى أنه يهتمّ بالطموحات الكبيرة ومعالي الأمور، وَبَذْلِ الأسباب وصِدْقِ الطلب، ونجدُ أمثلة واضحة لذلك في القرآن الكَريم والسنّة النبويّة، ومن ذلك طموح سحرة فرعون باشتياقهم إلى الجنّة بعد توبتهم، قال تعالى: ” إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ” الشعراء: 51. ومنها حثّ النّبي صلى اللهُ عليهِ وسلّم على طلبِ أعلى الدرجات في الجنّة وسؤال الله الفردوس، حيث قال: “الجنةُ مائةُ درجة، ما بين كلِّ درجتَينِ كما بين السماءِ والأرضِ، والفردوسُ أعلى الجنةِ، وأوسطُها، وفوقَه عرشُ الرَّحمنِ، ومنها يتفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألوه الفِرْدَوسَ” صحيح الجامع. كما احتفى تاريخنا الإسلامي العريق بنماذج حيّة وأمثلة ميدانية للطامحين إلى معالي الأمور وأسْنى المراتب، فهذا الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: “إنّ لي نفسًا تواقة، وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أكون من أهلها”، فالمؤمن يجمع بين طموح الدنيا وطموح الآخرة. ومن صفات الطامحين التوكل على الله، والصدق في الطلب، والانضباط والنظام، والتخطيط وتحديد الأهداف، والمخاطرة المدروسة، والنشاط والحيويّة، والجدّ والمثابرة، وحبّ العمل والإنجاز، والاستمرارية في العطاء والمتابعة، ومن أعداء الطموح اليأس والقنوط، والعجز والكسل، والتسويف والتأجيل، والأعذار الوهميّة التي لا تنتهي، والاستسلام للفشل والخوف، وأجمل الطموحات والأحلام ما يُقرّبُ الإنسان من ربّه، ويكون سببًا لخدمة الإنسانية ونفعها، وسعادة الدنيا والآخرة، وإذا أردت أن تصنع لنفسك مجدًا وتحقّق طموحًا في حدود ظروفك ووسائلك، فاستعن بالله ولا تعجز.

 

موقع إسلام أون لاين