كثيرٌ من الناس قد يقع في ضائقة، وتتكالب عليه الهموم، وتتكاثر عليه الديون، ويفكر في مخرج، ولكن البعض بدل أن يتوجه إلى السماء بالدعاء إلى من يملك مفاتح الفرج والرزق؛ ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ” الذاريات: 22، 23. يريد أن يتخلص من الهموم بالانتحار، والتخلص من هذه الدنيا بأكملها، لا يفكر في التوجه إلى العزيز الغفار، غفار الذنوب، وكافي الهموم، الذي يرفع عنك ما لا تتصوره لو توجهت إليه صادقًا، لو توجهت إليه خالصًا.
يا من تفكر في أن تتوجه إلى نفسك بقتلها، فتسقط من فوق عمارة، أو من فوق شجرة، أو من فوق جبل، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا”؟ يا من تتحسَّى السُّمَّ، وتشرب الأدوية الكثيرة؛ لتتخلص من هذه الحياة التي هي خير لك إذا أطعتَ الله فيها، خيرٌ لك من الموت، والكرب يزول بأمر الله سبحانه وتعالى، ألم تتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فسُمُّهُ في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا”؟ يا من توجهت إلى حديدة أو إلى مسمار أو شفرة صغيرة، فقطعت بها وريدك، أو بطنك، ألم تعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا” متفق عليه.
فلا تيأس من روح الله، ولا من رحمة الله، فالذين تسببوا لك بهذه الهموم سيحاسبهم الله في الدنيا قبل الآخرة إن كانوا ظالمين، من تسبب في إدخال المسلمين في الهموم والغموم مهما كان سيأخذ عقابه عاجلًا أم آجلًا، لكن أنت لا تتوجه إلى ما حرم الله، فتلاقي الله وهو عليك غضبان، إياك يا عبد الله، لا ينفعك ذلك عند الله سبحانه وتعالى. فلنلجأ إلى الله عز وجل في كل أمورنا التي تسبب لنا الضيق والضنك، والكرب والشدة، الشدة التي حول المسلمين في هذا الزمان عمومًا، نتوجه إلى الله بالدعاء، ونتوجه إلى الله بذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.