ما هو جزاء المعصية ؟  

  ما هو جزاء المعصية ؟  

 

لقد عدَّد الإمام ابن القيم رحمه الله أكثر من أربعين عقوبة للمعصية، فمنها: حرمان العلم، وحرمان الرزق، ووحشة يَجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله، ووحشة تحصل بينه وبين الناس، ومنها: تعسير أموره عليه، وظلمة يجدها في قلبه فتظهر على وجهه، ومنها: وَهَنُ القلب والبدن، وقِصَرِ العُمُر ومحق بركته، ومنها: أن المعاصي تزرع أمثالها، ومنها: ضعف إرادة الخير، وانسلاخ استقباح المعصية من القلب، فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه، ومنها: هوانه على ربِّه وسُقوطه من عينه، قال الله تعالى: ” وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فمالَهُ مِن مُّكْرِمٍ “.

ومنها: أن المعصية تُورث الذُّل وتجعل صاحبها من السفلة، قال صلى الله عليه وسلم: “وجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغَارُ على مَن خالَفَ أَمْرِي” رواه الإمام أحمد وصحَّحه الألباني، ومنها: أن المعصية تُفسد العقل، وإذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين، قال تعالى: ” كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى_ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ “، ومنها: أنها قد تُدخله تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: حرمان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاء الملائكة، ومنها: أن المعصية تُحدث في الأرض أنواعاً من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن والخسف والزلازل، قال الله تعالى: ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ “. ومنها: انطفاء نار الغيرة على المحارم، وذهاب الحياء، وضعف تعظيم القلب لله جلَّ جلاله، ورفع مهابة الله من القلب، ومنها: نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه ” نسوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَ_ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ “.

هذه بعض عقوبات المعاصي والذنوب، وإن العاقلَ ليستشعرُ أن واحدةً منها كافية في رجوعه لربِّه بالتوبة النصوح، ” قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “.