من أفضل الوسائل لتعلُّق القلب بالمسجد هو معرفة ثواب الذهاب إلى المسجد، إن حياة المسلم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسجد؛ لأنه يدخله في اليوم خمس مرات. فلنأخذ جولة سريعة عن فضائل المساجد، وكيف رغب الله عز وجل عباده في المساجد؟ وما الأجور التي لا نجد ثوابها في غير المسجد؟
أولًا: أنك جالسٌ في خير بقاع الأرض، ولقد رغب الله تبارك وتعالى في دخول المساجد، واعتبرها بيوته في الأرض، وأعطى الأجور الكثيرة منذ المشي إليها حتى الخروج منها، فالمساجد أفضلُ البقاع التي يحبها الله عز وجل؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا”.
ثانيًا: أنك لا تخطو خطوة إلى بيت الله عز وجل إلا جعل الله لك بكل خُطوة تخطوها درجة، وتمسح عنك سيئة؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ…”. رواه البخاري.
ثالثًا: أنك إذا صليت الفريضة في جماعة في أي مكان، كُتِبَ لك ثواب سبع وعشرين درجة، أما إذا صليتها جماعة في المسجد، فإن لك ثوابًا إضافيًّا، وهو ثواب حجة كاملة؛ حيث روى أبو أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ… ” رواه ابوداود.
رابعًا: أنك إذا جلستَ في المسجد تنتظر الصلاة، وكَّل الله لك ملائكة تستغفر لك ما دمتُ تنتظر الصلاة؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “…وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ” رواه مسلم.
خامسا: أنك كلما غدوتَ أو رُحت إلى المسجد، أعدَّ الله لك نُزلًا في الجنة بعدد ذهابك إليه، ومعنى النزل هو ما أُعد للضيف من مكان وطعام ونحوه؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ” رواه البخاري.
سادسا: أن من تعلَّق قلبه بالمسجد أظله الله في ظله يوم القيامة لحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: “… وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ… ” رواه البخاري.
من موقع شبكة الألوكة