ما هو الهدفَ من وجود الإنسان ؟

   ما هو الهدفَ من وجود الإنسان ؟

إنَّ الهدفَ الأكبرَ من وجود الإنسان في هذه الدنيا، ومقصده هوَ عبادةُ الله ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” الذاريات: 56، ولكن ماذا عن الأهداف والخطط لخدمة الهدف الأكبر؟. قال البخاري رحمه الله: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح. فالبخاري عرف أن الهدف عبادةُ الله، ولكن لم يجلس في بيته للصوم والصلاة وحسب، بل وضع هدفاً لخدمة الهدف الأكبر، وترك الأثر، فكان الصحيح أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، وكم استفادت الأمة من ذلك المصنف.. فحدثْني عن هدفك؟. ما هي أهدافنا اليوم، لماذا صغرت وحَقُرت، لماذا باتت اهتمامات المشاهير والفنانين والرياضيين وغالب من يتصدر الإعلام هي اهتماماتنا، وبات الوصول إلى ما وصلوا إليه أعظم أهدافنا، أين أهدافنا من أهداف أسلافنا؟

عليك يا رعاك الله بوضع هدف وخطة للوصول إليه، فالأهداف بدون خطط كالأحلام والسراب. وما نَيل المطالب بالتمنِّي ولكن تؤخذُ الدنيا غلابا، كن صاحب همة عالية لا تعرف التقهقر والكسل، ولا التعثر والملل، ولا يحول دون وصولها لهدفها مغريات ولا شهوات ولا شبهات، واستعن بالله ولا تعجز، لا تقبَل أن تموت ويموت معك عملك، فربما في قبرك تحتاج لحسنات وكذلك في يوم العرض، فكن ذكياً زكياً فطناً تاجراً بالحسنات، ولا تجعلها تموت بموتك، واترك أثراً . ” إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ” يس: 12، وكان من دعوة إبراهيم عليه السلام ” وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ” الشعراء: 84.

سيأتي اليوم الذي نُسأل فيه عن أعمارنا فيم أفنيناها؟ كيف مضت وانتهت… بعمل نافع أو عمل ضار؟ وبضدِّها تتميَّز الأشياء، فالخير يُقابله الشرُّ، والعدل يُقابله الظلم، والصلاح يقابله الفساد، والكرم يقابله البخل، والصدق يُقابله الكذب، والفضيلة تقابلها الرذيلة، ورضا الله يقابله غضبه، وعليك أن تختار أي الخيارين تختار، وفي أي الطريقين ستسير، وأين ستمضي؟ هل ستختار درب الخير والعطاء وستُفني عمرك بالخير والإصلاح وكسب الحسنات؟ أو ستقضيه في السر وكسب السيئات؟ قال تعالى ” فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” يس: 54.