ما عجز عنه الآخرون.. زيدان يحصل على امتيازات مورينيو في ريال مدريد

elmaouid

لطالما اشتكى المدربون الذين أشرفوا على تدريب ريال مدريد من مسألة تدخل إدارة النادي في عملهم، البعض كشف عن ذلك على الملأ وبشكل صريح مثل لوكسمبورغو، وبعضهم الآخر ألمح إلى عدم امتلاكه السيطرة

المطلقة بشكل مبطن مثل كارلو أنشيلوتي.

 

منذ فيسنتي ديل بوسكي، لم يأت أي مدرب على ريال مدريد تمكن من فرض سيطرته المطلقة على غرفة خلع الملابس والتحكم باختيار التشكيلة الأساسية وما شابه ذلك، جميع المدربين كانوا يتلقون أوامر من إدارة النادي بين الحين والآخر، وكانت تختلف نوعية وكمية الأوامر بحسب شخصية وتاريخ كل مدرب.

على سبيل المثال، لم يتمكن بيرند شوستر من إقصاء راؤول من التشكيلة الأساسية رغم أن الجميع كان يطالب بذلك بسبب تدهور مستوى الأخير على الصعيد البدني، وهو ما عجز عنه خواندي راموس أيضاً، حيث كان راؤول يمثل رمزا للنادي حينها، ووجوده في التشكيلة الأساسية أمر محتوم بغض النظر عن الخيارات الهجومية الأخرى التي يملكها المدرب.

لوكسمبورغو الذي أشرف على تدريب ريال مدريد عام 2004، كشف في أحد التصريحات كيف كان فلورنتينو بيريز يعاتبه لإخراجه الظاهرة رونالدو من الملعب في إحدى المباريات، مما يوضح أن المدرب في ريال مدريد لا يملك السيطرة المطلقة.

كذلك ألمح كارلو أنشيلوتي في كتابه إلى محاولة إدارة النادي فرض جاريث بيل عليه ومنحه الأدوار التي يريدها بعد أن قام الأخير بالتذمر لرئيس النادي من عدم حصوله على الأهمية التي يستحقها بوجود كريستيانو رونالدو.

هذه المشكلة لطالما عانى منها النادي الملكي على مدار العقدين الأخيرين، ويعود سبب ذلك إلى كثرة النجوم التي يملكها النادي دائماً، بالإضافة إلى رغبة الإدارة في التدخل بكل شيء بشكل مستمر خصوصاً عندما تسوء الأمور، وهناك مدرب واحد فقط خرج عن هذه القاعدة وهو جوزي مورينيو.

المدرب البرتغالي أو السبيشل وان كما يطلق على نفسه نجح في تغيير فلسفة النادي، ومنع أي تدخل من الإدارة في العمل الفني، ورغم عدم تحقيقه النجاحات المطلوبة، إلا أنه وضع حجر الأساس لفكرة استقلالية الجهاز الفني عن الجهاز الإداري، حتى وإن فشل خلفاؤه في فعل الأمر ذاته.

وفي يومنا هذا، يمكننا القول إن زين الدين زيدان هو المدرب الوحيد الذي يعيد سيناريو مورينيو من حيث فرض سيطرته المطلقة، فشاهدنا كيف أقصى بيل من التشكيلة الأساسية في الفترة الأخيرة، وكيف قام بإراحة كريستيانو رونالدو في العديد من المباريات، كان آخرها استبعاده من مواجهة لاس بالماس.

رونالدو قام بعودة تاريخية في سباق الهدافين والحذاء الذهبي، وأصبح على بعد 3 أهداف من ليونيل ميسي في الدوري و6 أهداف عن محمد صلاح على الصعيد الأوروبي، ورغم ذلك، لم يمنحه زيدان فرصة لرفع رصيده من الأهداف بعد مشاركته في مباراتين مع البرتغال، وقرر إراحته لكي يكون جاهزاً لموقعة جوفنتوس يوم الثلاثاء القادم.

مثل هذه القرارات تحتاج لشخصية قوية ونفوذ كبير في ريال مدريد لكي تتمكن من اتخاذها دون أية عواقب، فليس من السهل أن تقنع رونالدو بالانسحاب من سباق الهداف، وليس من السهل أن تجلس أغلى لاعب في تاريخ النادي (بيل) على مقاعد البدلاء، وتفعل الأمر ذاته مع إيسكو الذي يعد معشوق الجماهير والصحافة في إسبانيا.

زيدان نجح في كسب ثقة الإدارة واللاعبين بشكل مطلق، ربما لم يحصل هذا من اليوم الأول، لكنه فعل ذلك بشكل تدريجي بعد الإنجازات العظيمة التي حققها، بالإضافة طبعاً إلى امتلاكه كاريزما خاصة تجبر الجميع على احترامه.