توصل باحثون إلى أن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 يمتلك سلاحا سريا مخفيا يسمح له بالارتباط بمستقبل على سطح الخلايا، لم يكن العلماء يعرفون دوره قبل ذلك، فما هو؟
وجاءت المعطيات من دراستين، واحدة أجراها باحثون من ألمانيا وفنلندا، منهم لودوفيكو كانتوتي كاستلفيتري ورافي أوجا، والأخرى أجراها باحثون من بريطانيا، منهم جيمس إل. دالي وبوريس سيمونيتي، ونشرت الدراستان في مجلة “ساينس”.
ووجد الباحثون أن فيروس كورونا -واسمه العلمي “سارس-كوف-2_- يمتلك سلاحا سريا مخفيا على سطحه، وهو قطعة صغيرة من البروتين تسمح له بالارتباط بمستقبل ثان شائع جدا على سطح الخلايا، بالإضافة إلى الإنزيم المحول لـ”الأنجيوتنسين2” الذي تم تحديده بالفعل مستقبِلا.
وهذا الكشف مهم جدا؛ لأنه يمكن أن يفسر جزئيا سبب إصابة فيروس كورونا للخلايا البشرية بشكل فعال للغاية، وبالتالي تسبب هذا الوباء في وفاة أكثر من مليون و300 ألف شخص في العالم.
تفاعلات
وتحت عنوان “عامل مضيف آخر لسارس-كوف-2” كتب العلماء من ألمانيا وفنلندا في التقرير أنه تحدد “التفاعلات بين المضيف (الإنسان المصاب) والفيروس (كورونا) دخول الخلايا وانتشار الفيروس في الأنسجة، ويستخدم فيروس كورونا الإنزيم المحول لـ”الأنجيوتنسين 2_ مستقبلا”.
ما كشفه الباحثون أن بروتين السنبلة “سبايك” لفيروس كورونا المستجد يحتوي على جزء اسمه “فيورين كليفيد إس، (وهذا الجزء يرتبط مباشرة ببروتين اسمه “نيوروبيلين 1-إن آر بي1”)، والأخير يوجد بكثرة في “بطانة الجهاز التنفسي والشمي”.
ووفقا لتقرير كتبه راجيش خانا، أستاذ علم العقاقير بجامعة أريزونا، وأوبين موتال، وهو باحث مساعد وأستاذ علم الأدوية بجامعة أريزونا، في موقع “ذا كونفيرزيشن”، “فإن هذا يعد إنجازا كبيرا ومفاجأة؛ لأن العلماء اعتقدوا أن نيوروبيلين يؤدي أدوارا في مساعدة الخلايا العصبية على إجراء الاتصالات الصحيحة، والمساعدة في نمو الأوعية الدموية، وقبل هذا لم يشك أحد في أن نيوروبيلين يمكن أن يكون بابا لدخول سارس-كوف-2 للجهاز العصبي”.
ووفقا للباحثين، فإن فهم دور نيوروبيلين في عدوى سارس-كوف-2 قد يساعد في اقتراح أهداف معينة للعلاجات المضادة للفيروسات مستقبلا.
54 مليون إصابة
وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم اقترب من 54.4 مليونا، حتى صباح الاثنين، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية، عند الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 54 مليونا و370 ألفا.
كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين يقترب من 35 مليونا، بينما تجاوز عدد الوفيات المليون و317 ألفا.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والأرجنتين وكولومبيا وإيطاليا والمكسيك وبيرو وألمانيا وإيران وجنوب إفريقيا.
كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.
من جهته، حذر المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أنه ما يزال ثمة “طريق طويل” قبل السيطرة على فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم.