بعدما تنتهي سهرة العائلات الجزائرية، تقوم ربات البيوت بالتحضير لطاولة السحور التي تتميز بأطباق عديدة حسب كل منطقة وكذا رغبات أفراد العائلة، ولعل طبق الكسكسي من بين أبرز الأطباق التي تتزين بها طاولة السحور، حيث تعكف ربات البيوت على تحضيره لعائلاتها من أجل التسحر به كون إعداده يكون بطريقة سهلة ولا يأخذ وقتا كبيرا، إلى جانب أنه لا يسبب أضرارا للصائم، حيث قالت أغلب ربات البيوت إن طبق الكسكسي هو المفضل لدى أفراد أسرتها على الأطباق الأخرى، لذا تقمن بشراء الكسكسي قبل شهر رمضان الكريم ومنهن من تحضره في البيت، ويختلف أكل طبق الكسكسي من شخص إلى آخر ولكن الغالب عليه أنه يؤكل باللبن أو الرائب وكذا البطيخ، وهي الطريقة الأشهر خاصة في السحور، فيما تفضل عائلات أخرى تناوله بالمرقة مع الدجاج أو اللحم.
من جهة أخرى، تختلف طاولة السحور عند بعض العائلات التي تفضل تناول ما تناولته في الإفطار، أي تقوم بالتسحر بالشوربة و الطبق الثاني، أما عائلات أخرى فيكون سحورها عبارة عن فواكه وحلويات فقط، بينما تفضل عائلات أخرى التسحر في وقت السهرة ثم النوم.
مخابز لا تنام ليلا بسبب السحور
لقد بات السحور أمرا ضروريا على كل صائم، كما أن العديد من العائلات صارت تفضل أكل الحلويات وكذا ما يصنعه الخباز على تناول الأطباق الأخرى، الأمر الذي جعل العديد من المخابز تقوم بتكييف ساعات عملها حسب متطلبات الزبائن، حيث باتت أغلب المخابز تعمل ليلا من أجل تحضير ما يطلبه الزبون خاصة فيما يتعلق بحلويات المخبزة كالبريوش وغيرها من الحلويات التي صار المواطنون يتهافتون عليها بشكل كبير ساعات قليلة قبل موعد الإمساك، حيث قررت العديد من المخابز العمل طيلة الليل لتحضير هذه الحلويات، حيث تفتح أبوابها ابتداء من الساعة الثانية وتستمر إلى غاية آذان صلاة الفجر، وفي حديث متصل مع بعض الخبازين، قال هؤلاء إن المواطنين يقبلون بشكل كبير على شراء الحلويات التي يحضرونها من أجل تناولها في السحور و أضافوا أنهم يقومون بتحضيرها، ابتداء من منتصف الليل، ثم يفتحون محلاتهم للزبائن الذين يتوافدون عليهم يوميا وقال الخبازون أيضا إن توقيت عملهم هذا يكون خلال شهر رمضان الكريم فقط نظرا لعادة السحور التي تعكف عليها العائلات الجزائرية طيلة شهر الصيام.
المسفوف ملك السحور

وهناك الكثير من العائلات الجزائرية ما زالت محافظة على طبق “المَسْفوف” التقليدي في سحورها بشكل “إلزامي” مشابه لضرورة إفطارهم على طبق “الشوربة”.
و”المَسْفوف” نوع من الكسكسي المطهو في الجزائر، وتختلف طريقة تحضيره من منطقة جزائرية إلى أخرى، فنجد منه “المَسْفوف” المالح بالبازلاء وزيت الزيتون الذي تشتهر به منطقة القبائل والجزائر العاصمة، و”المَسْفوف” الحلو الذي يبقى علامة مسجلة لكثير من المناطق الجزائرية، ويكون عادة بالزبيب والسكر والزبدة.
ق. م