إن تاريخ اليهود أسود من الليل البهيم، فقد تعنَّتوا مع الأنبياء، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يروا الله جهرةً؛ ” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ” البقرة:55. فأنزل الله عليهم العذاب الأليم، وضرب عليهم الذلِّة والمسكنة والغضب؛ “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ” البقرة:61. وأخطر ما اتصف به اليهود حبُّهم وتعطشهم للدماء، فقد قتلوا الأبرياء، وتجبَّروا حتى قتلوا الأنبياء؛ ” وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ” آل عمران:21؛ لذا حذَّرنا الله منهم مع أول جريمة قتل تقع، فعندما ذكر قَتْل قابيل لهابيل، قال سبحانه بعدها: ” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ” المائدة:32، ويأتي العصر الحديث يثبت لنا أنهم اعتدوا كذلك على إخواننا في غزة، فاليهود هم اليهود، يضاف إلى ذلك قسوة قلوبهم المتحجرة التي هي أشد قسوة من الجبال الراسيات، ومعذرة والله للأحجار والجبال، فإنها تشعر وتلين وتخشع وترحم؛ “لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا ” الحشر:21، أما قلوب اليهود، فقال عنها ربُّنا: ” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ” البقرة:74. وقالوا: قلوبنا غلف: إنَّ قلوب اليهود لا تلين ولا يدخلها الرحمة؛ لأنها مغلَّفة بالبغض والحقد للمسلمين، وهذا باعتراف اليهود أنفسهم؛ ” وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ” البقرة:88، والواقع يُبرهن بُرهانًا جازمًا لا يَقبلُ الشكَّ على قسوة قلوبهم، حيث مَزقوا أجساد الأطفال الأبرياء بقنابل عُنقودية وفسفورية لا تُبقي ولا تذر، وروَّعوا الآمنين، وأشاعوا الرَّهب والخوف، وذبحوا النساء والشيوخ بلا رحمة ” لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ” التوبة:10، فهم لا يعرفون إلا لغةَ القوة وإيقاد نار الحرب؛ ” كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ” المائدة:64. إنَّ أشدَ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا؛ لذا وجدنا التحالف اليهوديَّ الصليبي قد تضامن مع بعضه؛ لأن كراهيتهم للمؤمنين واحدة، وهذا ما نبَّه عليه القرآن؛ ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ” المائدة:82.
من موقع شبكة الألوكة الإسلامي