ماذا تعرف عن خلق التواضع ؟ 

ماذا تعرف عن خلق التواضع ؟ 

من الأخلاق العظيمة التي دعا إليها الإسلام وتربى عليها المسلمون خلقُ التواضع. والتواضع خلق عظيم يبتعد بصاحبه عن الكبر، ويقربه إلى قلوب الناس ويحببه إليهم. إن النفس البشرية تكره بطبيعتها الإنسان المتكبر وتنفر منه وتحب النفس المتواضعة وتحب صداقتها. ولقد دعا الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى التواضع وحثَّ عليه ورغب فيه ونهى عن التكبر وشنَّع على صاحبه؛ قال تعالى على لسان لقمان: ” وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ” لقمان: 18. وقال تعالى في سورة النساء: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ” النساء: 36. وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” ما تواضعَ أحدٌ للهِ إلَّا رفعَه الله “. وعندما نتأمل في سير السلف الصالح نجد مئات بل آلاف الأمثلة على شدة تواضع السلف ورفعة أخلاقهم وحسبك أن تتأمل في سير الخلفاء الراشدين لتجد ذلك واضحًا.

والمتواضِعون من المؤمنين، أكرمَهم اللهُ سبحانه وتعالى برفيعِ الدَّرجاتِ وأعلى المقاماتِ والمراتب في الدُّنيا والآخرة، ولا يطيب العيشُ في الدُّنيا ولا الحياة في الآخرة، إلا لأهلِ الخضوع والتَّواضع والمنقادين للحقِّ المذْعِنين لهُ، والصَّالحين الْمُصلحينَ الذين لا يُريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا، وأثرُ التَّواضع في المجتمع الإسلامي يبدو واضحًا عندما تتكافَلُ المودُّة بين النَّاس ويكثُرُ التآلفُ والتآخي، والتعاطفُ والتعاونُ والاحترامُ والوفاءُ والصِّدق والإخلاص، والأمة الإسلامية في أشدِّ الحاجةِ إلى الالتزام بالمنهج الإسلامي لتأخذَ طريقَها في الحياة بقوةٍ، وتتمكَّنَ من مواجهة الأخطارِ الْمُحْدِقة بالمسلمين. ألا ما أعظمَ الإسلام وما أجلَّه، وهو يدعو المسْلمينَ إلى التَّواضع كعنصرٍ حيويٍّ وفعَّال في تمامِ الشَّخصية واتِّساق جوانبِها، وما يكونُ لذلك من ثمراتِ البرِّ والمرحمة واللينِ والرِّفق، التي تأخذُ سبيلَها إلى سلوك النَّاس وحياتِهم وتعامُلِهم.

 

من موقع إسلام أون لاين