أنا أرملة وأم لولدين، توفي زوجي رحمه الله تاركا ولدين صغيري السن (الأكبر 12 سنة والأصغر 9 سنوات)، حيث أن زوجي رحمه الله كان يعمل في محل تجاري ورثه عن والده إلا أنه وبعد وفاته تكفل بنا شقيقه وأصبح يسير كل الأمور التي كان يقوم بها شقيقه (زوجي) وحرمنا من عدة أمور ولما أكلمه عن حقي وحق أولادي في الميراث يتهرب ويقول لي إن ما تركه زوجك أمانة سأعطيها لك في أوانها، لكن نية عم أولادي ليست صافية من هذه الناحية، فهو يأكل حق أولادي ويقدم لأولاده كل ما يحتاجون وكلما طلبت منه تلبية هذا الشيء أو ذاك من حقي في ميراث زوجي رحمه الله يتحجج بعدم وجود المال لديه ويقول لي بصريح العبارة “ما كانش الدعوة، راهي حابسة”.
أنا الآن قادرة على الصبر على ما يقوم به عم أولادي، لكنني خائفة أن يكبر أولادي ولا يجدون حقهم في الميراث وكل شيء يضيع مني وأدخل في مشاكل مع أهل زوجي بسبب الميراث.
أنا لا أريد أن أخسر أولادي كما خسرت زوجي رحمه الله، لكنني لم أجد الطريق التي أسترجع بها حقي وحق أولادي من عمهم. فأنا اليوم المسؤولة عن أولادي في غياب والدهم رحمه الله. ولا أريد أن يلومني أولادي عندما يكبرون ويجدون حقهم ضاع بسهولة.
فأرجوك سيدتي الكريمة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي.
الحائرة: أم ياسين من ذراع بن خدة
الرد: أولا: رحم الله زوجك وأسكنه فسيح جنانه وألهمك وأولاده وأهله الصبر والسلوان.
أما بخصوص ما فعله أخو زوجك رحمه الله، فهو لا يليق ولا يحق له التصرف في ما تركه لك زوجك إلا بإذنك. وثقي أيضا سيدتي الكريمة أن الإسلام منح للمرأة والأرملة والأيتام حقهم في الميراث، وشدد على عدم مخالفة ما جاء في ديننا بخصوص الميراث، لكن للأسف نجد بعض التجاوزات من بعض الأشخاص عديمي الضمير والإنسانية يتصرفون في حقوق غيرهم في الميراث كما يحلو لهم، وفوق كل هذا يحرمونهم من طلب هذا الحق، كما حدث معك سيدتي الفاضلة مع عم أولادك. ولذا فأنت مطالبة بالتحدث مع أخ زوجك في هذا الموضوع ومطالبته بإرجاع حقك وحق أولادك في الميراث باعتبارك أنت الأولى بالتكفل والاهتمام به وإن احتجت إليه ستطلبين مساعدته، وإن رفض عليك الاستنجاد بأقرب الناس إليه ممن يثق فيهم ويسمع كلامهم للتدخل ومساعدتك في إقناع عم أولادك بإعادة الأمور إلى نصابها كما يحث عليه الإسلام ويعطيك حقك وحق أولادك حسب ما جاء في الشرع.
أملنا سيدتي الكريمة أن تصلي إلى حل مشكلتك في أقرب الآجال وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب.
