أكدت سوزان شولت رئيسة مؤسسة الأمريكية من أجل دعم الصحراء الغربية، الاثنين، أن أحداث العنف الاخيرة التي شهدتها الأراضي الصحراوية المحتلة تستدعي تحرك دولي لوقف الاحتلال المغربي لها فورا، منددة بمواصلة النظام المغربي عرقلته لكل أشكال التسوية الأممية للقضية الصحراوية وتعويضها بخطة ما يعرف بـ”الحكم الذاتي” التي لا تخدم الا مصالحه الخاصة.
وأضافت شولت, أن الأحداث المأساوية الأخيرة التي شهدتها الصحراء الغربية والتي أدت إلى القتل الوحشي لمدرسة شابة للغة الإنجليزية، والتي أعقبت المظاهرات في مدينة العيون المحتلة إحتفالا بفوز منتخب كرة القدم الجزائري باللقب الافريقي, تستدعي كلها تحرك دولي لحمل المغرب على إنهاء احتلاله غير الشرعي لآخر مستعمرة في افريقيا.
وأوضحت السيدة شولت, أن مئات الصحراويين تعرضوا للضرب والتعذيب وأصيبوا بالغاز المسيل للدموع لا لسبب الا لتجمعهم بسلام فوق أرضهم المسلوبة منذ غزو المغرب عام 1975, ورفعهم علم جمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ووفقا للعديد من المراقبين، فقد تعرضت صباح عثمان أحميدة الصحراوية البالغة، من العمر 24 عاما والتي كانت تدرس اللغة الإنجليزية، للسحق المتعمد وقتل من قبل سيارتين تابعتين للشرطة، بعد ان استمر العدوان المغربي والعنف ضد الصحراويين لعدة أيام. وإستشهدت رئيسة المؤسسة الامريكية في السياق, بحادثة تعرضت لها شخصيا بعد حملها العلم الصحراوي داخل أمن مبنى الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار غضب ممثلي المغرب والذي أدى الى إلقاء القبض عليها والتحقيق معها من قبل أربعة من حراس الأمن التابعين للأمم المتحدة عقب محاولة الوفد المغربي إخراجها من مقر الأمم المتحدة.
وتساءلت شولت قائلة: لماذا يصبح المسؤولون المغاربة غاضبين للغاية عندما يرون علم دولة ينكرونها؟ لا سيما وانهم -كما أضافت- _ينتمون الى دولة تدعي انها تحترم سيادة القانون والعدالة وحرية التعبير والتجمع السلمي ويؤكد دستورها المساواة في الحقوق بين النساء والرجال، و حرية الدين واقتصاد السوق ولعل الأكثر إثارة للصدمة- حسبها- _ هو أن العلم الصحراوي يمثل الحكومة الشرعية للصحراء الغربية، المعترف بها من قبل الاتحاد الأفريقي وأكثر من 70 دولة في العالم_.
وذكّرت المتضامنة الأمريكية أن المحتل المغربي لازال يعرقل جميع محاولات التسوية التي تبادر بها الأمم المتحدة من خلال إجراء إستفتاء حر ونزيه وشفاف لتقرير المصير في الصحراء الغربية، وبدلا من ذلك، يحاول المغرب الترويج لخطة ما يعرف ب_الحكم الذاتي_ الخاصة به.وأشارت في هذا الشأن، الى أن _المملكة المغربية حاولت بكل الطرق التأثير على الولايات المتحدة، لمساعدتها في تعميم خطتها بما في ذلك تقديم رشاوي بملايين الدولارات للضغط على مؤسسة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، لدعمها.