صدر، مؤخرا، عن دار النشر “العقاد” رواية “المدرج الأخير” للكاتبة الصحفية ليلى بورصاص التي تحمل القارئ في رحلة مليئة بالتشويق عبر أربع قصص تصور العلاقات الإنسانية والعائلية المضطربة، وتضع مجالا للشرف والواجب والمسؤولية.
فحول الشخصيات (الهواري، ميمون، شكري ومحرز) تنسج حبكة رواية من 80 صفحة، والتي تلخص شحنة عاطفية كبيرة تسببها كل قصة وطريقة سردها. وتستحضر الكاتبة العديد من أمراض المجتمع، أبرزها انهيار الروابط الأسرية، والجشع، والسعي لتحقيق مكاسب سهلة.
وتحكي القصة الأولى مواجهة ميمون ضعف أخيه عادل الذي يسمح لنفسه بالتلاعب به من قبل صهره فاتح. وتكبد عادل دينًا لفتح وكالة لتأجير السيارات يديرها صهره الذي يستخدم اسم عادل في خداعه بإدارة شؤونه الشخصية. ويفعل ميمون كل شيء لإخراج أخيه من المشاكل وإبعاد فاتح عن عائلته. وفي القصة الثانية يعود هواري بعد غياب طويل ليجد بناء منزله متوقفًا، والأموال التي لم يتوقف عن إرسالها، استولت عليها زوجة أبيه بدعوى مرض والده. والأسوأ من ذلك أن ابن أخيها يستقر في المنزل الذي تضطر أخت هواري إلى مغادرته هربًا من الثنائي الجهنمي. ويلتزم هواري بتصحيح الوضع واستعادة حقوق والده وشقيقته. بالنسبة لشكري في القصة الثالثة، التحدي هو إعادة شقيقه الصغير إلى المسار الصحيح. فبعد عدة لقاءات مع نظام العدالة ومحاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية، يجد الأخ نفسه في السجن في تونس. ويضطر شكري ليقاتل بكل ما أوتي من قوة لتحريره. أما محرز فيواجه في القصة الرابعة خيانة خطيبته التي اختارت التضحية بحياة بسيطة ولائقة مقابل المال السهل من خلال التجارة الافتراضية، على حساب شرفها وشرف زوجها المستقبلي. واختارت الكاتبة هذه الشخصيات، التي تجسد الفضيلة والشرف، لتظل وفية لأحبائها وأن تدعمهم رغم كل الصعاب والقاسم المشترك الذي يجمع الأبطال الأربعة هو أنه كلهم منخرطون في صفوف الجيش الوطني الشعبي، يلتقون في مطار بوفاريك العسكري للالتحاق بثكناتهم. في ذلك اليوم، 11 أفريل 2018، حيث تحطمت طائرة إليوشن IL-76 واستشهد 257 شخصًا. أشادت ليلى بورصاص بهؤلاء الرجال الذين لقوا حتفهم وبجميع أولئك الذين اختاروا خدمة وطنهم والتضحية بحياتهم. الصحفية ليلى بورصاص، محامية سابقة ومثلت الجزائر في منظمات دولية غير حكومية، لديها رواية أخرى غير منشورة بعنوان “أفروديتارس” والتي تتناول فيها قصص حب وحرب، والعديد من المقالات والقصص المنشورة في العديد من المجلات العربية.. هدفها هو “التأريخ الدرامي” والمقصود منه تقديم التاريخ للقراء في شكل دراما، من خلال نهج حديث يدمج القضايا المعاصرة.
ب\ص


