على النيل الثقافية

“ليلة جزائرية” مع الروائيين أحمد طيباوي ومحمد جعفر

“ليلة جزائرية” مع الروائيين أحمد طيباوي ومحمد جعفر

تنوعت فقرات الحلقة الجديدة من برنامج “طقوس الإبداع” الذي يقدمه الإعلامي خالد منصور على قناة النيل الثقافية، مساء الأربعاء.

واستضاف البرنامج الكاتبين الجزائريين أحمد طيباوي ومحمد جعفر حول روايتهما “اختفاء السيد لا أحد”، و”أبكر قليلًا من الموت” على التوالي.

وتدور أحداث “اختفاء السيد لا أحد” حول أهمية الوجود للإنسان وكيف يمكنه إثبات ذلك؟ وماذا لو اختار أن يختفي فجأة، أن يكون لامرئيا بطريقة إرادية، عبر سرد ممتع نكتشف بطلا مهزوما سحقته الحياة ودفعته للاعتناء بشيخ أخذ منه المرض ذاكرته. هي رواية سوداوية، أحداثها شديدة الوطأة وتتعرض الشخصية الرئيسية فيها للكثير من الأزمات الوجودية والحياتية: الفقر والفقد والبحث عن معنى وسط مجتمع لا يهتم بالمهمشين ولا يراهم، ولا يعطيهم أسماء. وبالرغم من ظلمة الرواية إلا أن لغتها الساخرة المحكمة الموجزة والشاعرية في الوقت نفسه، والبناء الفني المحبوك الذي استمد من الحبكة البوليسية تشويقه، يشد القارئ ليقرأها حتى النهاية، ليجد أن الشخصيات تكاد تكون كلها «السيد لا أحد»، فالجميع يحمل من اللاوجود ملمحًا ويحمل من التهميش صفته في عالم لا يرى البشر بشكل حقيقي ولا يميزهم.

وكتب الروائي برهان شاوي عن رواية “أبكر قليلا من الموت: “هل عشنا كل هذا العمر لأجل هذه اللحظة المفرغة من المعنى؟ وما جدوى كل الذي كان إذن، وما جدوى أي شيء؟ هكذا نغدو فارغين ومحبطين، وبلا أثقال غير هموم صدقناها، وتمسكنا بها بيأس شديد لا نريد أن نفلتها.

وهكذا يتأمل بطل هذه الرواية، بعين الفنان المتوهجة بالألوان الزاهية بالحياة رحلة عمره، من خلال رسائل يتبادلها مع أصدقاء له، فنستمتع بسرد التفاصيل والأحداث ونتوقف عند عالم اختفى خلف ظلال التاريخ بكل توتراته ومنعطفاته اجتماعيا، سياسيا، تاريخيا ووجوديا.

وتعد رواية “أبكر قليلا من الموت” عميقة، شجاعة، تتأمل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من حياة الفنان محمد راسم إلى ما قبل ساعات من مقتله المريب.

ب-ص