تشارك فرقة البُن للفنون المسرحية والأدائية ممثلةً لسلطنة عُمان في مهرجان ليالي مسرح الصحراء الدولية، الذي تحتضنه أدرار خلال الفترة من 21 إلى 26 ديسمبر الجاري، بمشاركة 13 دولة عربية وأجنبية تتنافس على 11 جائزة، منها سلطنة عُمان والعراق ومصر والدانمارك والأردن وتونس وفلسطين والمجر وإيطاليا، إلى جانب الجزائر البلد المنظم.
وتقدم فرقة البُن للفنون المسرحية والأدائية عرض مسرحية “كيف تصنع بيضة مسلوقة؟” للكاتب اليوناني يوجين يونسكو، دراماتوج وإخراج الكاتب والمخرج أسامة زايد، تمثيل كلٍّ من سامي البوسعيدي وزياد الحضرمي ومحمد العبري وسعيد السعدي.
وتتحدث المسرحية عن رجل نأى بنفسه عن صراعات الحياة والحروب، حتى قرر أن يدعو صديقيه المفضلين لتناول وجبة العشاء في ذكرى وفاة زوجته، إلا أنّ الصديقين لا يطيقان بعضهما البعض، وقرر الجميع أنّ يقوموا بإعداد بيضة مسلوقة، حتى تنتهي المسرحية بخلافٍ بين الصديقين في طريقة إعداد البيض وصراعٍ بينهما ومبارزة لينتهي الصراع بموت أحدهما.
وقال أسامة زايد مخرج العمل: إن هذا العمل هو بمثابة إسقاطة ضوء على عبثية التفاصيل الدقيقة التي يهتم بها الإنسان، مثل التركيز على كيفية إعداد البيض مثلًا، وهنا نجد اهتمام الإنسان البالغ الأهمية في تفاصيل قد تبدو ليست مهمة للبعض، بالأحرى ليست مهمة على الدوام، ومن هنا يجب أن يلتفت الإنسان للمعنى الحقيقي للحياة.
وشاركت فرقة البُن للفنون المسرحية والأدائية في مهرجان طرابلس الدولي للمسرح بلبنان في أوت الماضي، وحاز العرض على جائزة أفضل سينوغرافيا في المهرجان.
وتسعى التظاهُرة الجديدة، بحسب القائمين عليها، إلى توظيف “فضاء الصحراء في العرض المسرحي، والخروج بالعروض من طريقتها التقليدية إلى فضاءاتٍ تُناسب خصوصيات المنطقة الصحراوية”.
وقال رئيس الجمعية، عقباوي الشيخ، في تصريحات صحافية، إنّ العروض المسرحية ستُقدَّم في فضاءات صحراوية مفتوحة؛ فوق الكثبان الرملية، وفي واحات النخيل، وداخل المغارات والقصور القديمة، والساحات، وهو ما “يُتيح للعمل المسرحي الاقتراب من جمهور أوسع”، وفق تعبيره.
تشهد الدورة الأُولى، التي تُقام تحت شعار “حوار”، مشاركةَ فرقٍ مسرحية من 16 بلداً عربياً وأجنبياً، وإلى جانب العروض، تُقام ورشاتٌ تدريبية يُشرف عليها مسرحيّون من الجزائر وخارجها في مجالات التمثيل والسينوغرافيا والكتابة الدرامية والكوريغرافيا. كما يُقام ملتقىً علمي تتمحور أشغاله حول “توظيف الموروث الثقافي الشعبي في العمل المسرحي”.
تُضاف التظاهُرة الجديدة إلى المهرجانات المسرحية الدولية في الجزائر؛ وأبرزها “المهرجان الدولي للمسرح المحترف” الذي انطلق في الجزائر العاصمة عام 2009، ثمّ انتقل إلى مدينة بجاية ابتداءً من دورته الثالثة عام 2011، كما تُضاف إلى المهرجانات المسرحية المُقامة في الجنوب الجزائري؛ وأبرزها “الأيام المسرحية للجنوب” التي انطلقت في 2008، وجرى تنظيمُ عددٍ من دوراتها الأُولى في جنوب البلد، قبل أن يتقرّر تحويلُها إلى الجزائر العاصمة، لتعود إلى الجنوب مُجدّداً هذا العام؛ حيثُ نُظّمت دورتُها العاشرة في مدينة الجلفة نهاية العام الماضي.
ب/ص
