أنا صديقكم سفيان من بجاية، عمري 42 سنة، أمتهن التجارة وأنا ناجح جدا في مهنتي، قررت قبل سنتين من الآن أن أوظف معي ابن عمتي خاصة وأنه متزوج وله ولدان بقي عاطلا عن العمل عدة سنوات طويلة،
فكلمتني عمتي بخصوصه فلم أجد مانعا في توظيفه معي خاصة وأنني كنت بحاجة إلى عامل يساعدني في عملي، فوظفته وكان في كل مرة يطالبني بقرضه مبلغا ماليا من أجل علاج والدته التي هي عمتي، وفي كل مرة يفعل نفس الشيء، إلى جانب حصوله على مرتبه الشهري. ولما تمادى في طلب المال مني قررت أن أطالبه بتسديد ديونه فتحجج بعدم امتلاكه للمال، فمنحني صكا على بياض وأمهلني مدة 5 أشهر لإعطائي المبلغ كاملا. ومع اقتراب مهلة تسديده للمبلغ قدم لي استقالته من العمل عندي بحجة أنه وجد عملا أفضل، فباركت له ولم أقف ضده وقبلت استقالته واستمريت في مطالبته بمالي، فلم يأبه بطلبي ولم يهتم بتهديدي له بمتابعته قضائيا. وعلمت أيضا أنه لم يكن يصرف المال الذي اقترضه مني لمعالجة عمتي أمه، وهنا زاد إصراري على متابعته قضائيا، لكنني متردد في الإقدام على هذه الخطوة خوفا من تأثيرها على علاقة عائلتي بعائلة عمتي. وأكيد والدي لا يرضى بذلك.
ولذا لجأت إليك سيدتي الكريمة لمساعدتي في إيجاد حل لمعاناتي وأقدر على إرجاع مالي من ابن عمتي دون اللجوء إلى القضاء.
الحائر: سفيان من بجاية
الرد: كان من المفروض أن تتفاهم مع ابن عمتك عندما أعطيته المال حول الطريقة التي يسدد بها دينه، وكنت قادرا على استرجاع مالك بطريقة ذكية دون الدخول في معركة مع ابن عمتك، وكان الأمر سهلا أمامك أي بخصم مبلغ معين من راتبه الشهري عندما كان يعمل عندك إلى حين تكملة كل المبلغ الذي أقرضته إياه. والآن ليس بإمكانك القيام بهذه الخطوة لأن ابن عمتك ترك عمله عندك. ولذا عليك الإصرار معه لإرجاع المبلغ الذي أعطيته إياه والذي يعتبر كدين في رقبته وما دمت لم تقم بأي خطوة في هذا المجال وتملك صكا دون رصيد وتفكيرك في رفع دعوى قضائية ضد ابن عمتك لإرجاع مالك. فهذا القرار يخصك وحدك ولا داعي لاستشارة أحد فيه خاصة وأنك تعلم أن هذا القرار لو اتخذته سيعكر صفو حياة عائلتك وعائلة عمتك. وأكيد أنت لا تريد أن يحدث هذا الأمر بين العائلتين، ففكر في حل آخر يمكنك من إرجاع مالك من ابن عمتك حتى ولو كان ذلك بالتقسيط، أي يدفع لك نسبة معينة من المال الذي هو مدين به إليك من مرتبه الشهري لأنه لا يملك مدخولا آخرا غير هذا المرتب حتى إتمام كل المبلغ، وهذا أفضل حل لمشكلتك مع ابن عمتك.
وهذا ما نتمنى أن تصل إليه عن قريب وننتظر أن تزفه لنا. بالتوفيق.