تُوج، مؤخرا، الفنان التشكيلي جمال الدين مبرك بالجائزة الثالثة في الصالون الوطني للفنون التشكيلية نظير مشاركته بثلاث لوحات تحاكي الواقع المر للشعب الفلسطيني ومعاناته مع الكيان الصهيوني.
فعن هذه المشاركة وأمور أخرى ذات صلة، تحدث الفنان التشكيلي جمال الدين مبرك لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
توجت مؤخرا بالجائزة الثالثة في الصالون الوطني للفنون التشكيلية “قرماز عبد القادر”، كلمنا عن مشاركتك فيه إلى حين تتويجك؟

شاركت بثلاث لوحات رمزية لكفاح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الممنهجة من طرف الكيان الصهيوني الغاشم المدعوم من قبل الدول الغربية التي تدّعي التحضر وتدعو لحماية حقوق الإنسان والحيوان.
في اليوم الأول كان افتتاح الصالون الوطني بحضور السلطات المدنية والعسكرية وفي اليومين الثاني والثالث قمنا بورشة في الموقع التاريخي “زمالة الأمير عبد القادر” بمعسكر، حيث أن اللوحات التي أنجزناها في الورشة كانت لمسابقة الصالون. كانت فكرة رائعة، فأول مرة تكون هناك ورشة في الهواء الطلق وفي مكان تاريخي كهذا بعيدا عن الورشة المغلقة. أشكر كثيرا السيدة صورية وداي صاحبة الفكرة وهي موظفة بدار الثقافة وفنانة تشكيلية، كانت هذه تجربة رائعة ومميزة، حيث التقيت عدة فنانين مبدعين، كما قمنا أيضا بزيارات ميدانية لأهم المعالم التاريخية كموقع شجرة الدردارة ودار القيادة ومحكمة الأمير عبد القادر، وأيضا متحف المجاهد. أما بالنسبة لمسابقة الصالون التي تمحورت حول موضوع “الأمير عبد القادر” مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، بألوان الأكريليك، حيث أنني جسدت في اللوحة على اليمين شجرة المبايعة وعلى اليسار رمز الزمالة ويتوسطهما تمثال الأمير عبد القادر الموجود بالجزائر العاصمة، بعون وفضل الله تحصلت على المرتبة الثالثة في هذه المنافسة، وفي الأخير أشكر كثيرا مدير الثقافة لولاية معسكر ومدير دار الثقافة “أبي رأس الناصري” وجميع الموظفين على حفاوة الاستقبال طيلة أيام الصالون وعلى التنظيم الجيد لفعالياته، على رأسهم السيدة بن يخو نوال وأيضا الدكتورة والفنانة أميرة زاتير.
لماذا اخترت المشاركة بلوحات تتحدث عن القضية الفلسطينية دون غيرها من اللوحات التي رسمتها؟

اخترت المشاركة بلوحات تتحدث عن فلسطين للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، التي هي قضية جوهرية للأمة العربية والإسلامية. هذا الشعب الذي يتعرض للإبادة الممنهجة من طرف الكيان الصهيوني وداعميه، حيث في ماض ليس ببعيد أجدادنا عانوا الويلات تماما كما يحدث مع الشعب الفلسطيني أو أكثر من طرف الاستعمار الفرنسي الغاشم لأن العالم المنافق يسعى لطمس القضية الفلسطينية بالتستر على جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
على أي أساس ترسم لوحاتك خاصة من ناحية اختيار مواضيعها؟

أختار عدة مواضيع وأنظر إلى الجانب التاريخي والإنساني والعادات والتقاليد والقضايا العادلة والتراث، وهناك مواضيع أخرى مثلا بعض اللوحات شخصية حسب المزاج أعبر فيها عما بداخلي.
هل من مواعيد في الأفق تعرض فيها لوحاتك؟

نعم يتم التحضير لمعارض فردية وبعض المهرجانات الدولية.. نتحدث عنها عندما يحين وقتها إن شاء الله، عام 2025 كان حافلا بالتجارب الفنية من حيث الاستمرارية في المشاركات والمعارض .. اكتساب بعض الخبرات ولقاء عدة فنانين . أتمنى أن يكون للفن التشكيلي مكانة أكبر في بلدنا، فالفن التشكيلي يُعدّ وسيلة لتوثيق التاريخ، الثقافة، الهوية والقيم المجتمعية بطريقة مرئية. الفن التشكيلي ليس ترفاً أو مجرّد نشاط تجميلي، بل هو أداة فعالة لبناء الذات والمجتمع.
حاورته: حاء/ع



