استفاق سكان بلدية السويدانية بالعاصمة على حقيقة العجز المسجل في قطاع الصحة لديهم، بحيث لن يستطيعوا التأكد من خلوهم من وباء كورونا إلا بالتنقل نحو البلديات المجاورة أو الاضطرار إلى الالتحاق بالمشافي، الأمر الذي أثار حفيظتهم وجعلهم ينددون بالإهمال الذي سلط ضدهم، بحيث أضحوا فريسة سهلة للخوف والقلق وتداول الإشاعات بينهم، داعين السلطات إلى برمجة مستعجلة لمراكز صحية تلبي حاجة السكان إلى الرعاية الطبية مع العمل على التعجيل بإنجاز عيادتي كل من حي روبا البيضاء وحي القرية الفلاحية الذي تم التصريح بهما قبل فترة لاسيما بعد التأكد من أهمية هذه المراكز في احتواء أي وباء وتحويل المتضررين إلى المصالح الاستشفائية المطلوبة وتجنب الهلع و الخوف .
صعّد سكان السويدانية من احتجاجهم بسبب النقص الفادح في العيادات الصحية على مستوى إقليم بلديتهم، خاصة بالأحياء التي تعرف كثافة سكانية خلال السنوات الأخيرة على غرار حي روبا البيضاء، حي القرية الفلاحية، ناهيك عن النقص المسجل في الإمكانيات البشرية والمادية بالمراكز الصحية المتوفرة، موضحين أنهم يضطرون للتوجه إلى العيادات التي تتوفر على أطباء وأخصائيين ومعدات طبية بالبلديات المجاورة لتلقي العلاج، لاسيما في الحالات المستعجلة وهذا في ظل تدني الخدمات التي تقدمها العيادات المتوفرة على غرار العيادة الموجودة بحي 500 مسكن بسبب النقص الفادح المسجل في الطاقم الطبي والمعدات الطبية، وهو ما انعكس سلبا على نوعية الخدمات الصحية المقدمة لفائدة المرضى الذين يقصدونها بشكل يومي لتلقي أبسط الخدمات الصحية.
وحسب السكان، فإن المرافق الصحية المتوفرة تخلو من الأطباء والممرضين في الأوقات المسائية، كونها تغلق أبوابها بعد الرابعة عصرا وفي بعض الأحيان تغلق بشكل كلي، وهو ما يحول دون تمكنهم من تلقي ولو العلاج الأولي خاصة في الحالة الاستعجالية والتأكد من سلامتهم من أي وباء لاسيما بعد زيادة الحاجة إلى هذه الخدمة لوضع النقاط على الحروف وطمأنة السكان أن الأمر لا يعدو أن يكون انفلونزا بسيطة، وفي حال الإصابة بفيروس كورونا فالأطباء والممرضون يستطيعون التصرف قبل تفاقم الوضع وإنقاذ ما يمكن انقاذه و الأهم عزل المصاب عن المواطنين الآخرين .
وأعرب المشتكون عن استيائهم لافتقار هذه العيادات إلى المعدات الطبية على غرار سيارات الإسعاف والأطباء المختصين، كما أن عديد الأحياء على غرار حي روبا البيضاء، حي القرية الفلاحية تسجل غيابا تاما للعيادات الجوارية، وهو الأمر الذي يجبر المرضى على التنقل إلى البلديات المجاورة لتلقي العلاج، معتمدين في تنقلاتهم على وسائلهم الخاصة أو سيارات الأجرة أو “الكلونديستان” التي أثقلت كاهلهم، متسائلين عن دور المسؤولين المحليين الذين من واجبهم الوقوف عند حاجيات ونقائص المواطن والسماع لانشغالاته اليومية.
وفي هذا السياق، شدد سكان البلدية على ضرورة الاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة أساسا في إنجاز مراكز صحية عبر مختلف الأقطاب السكنية، من أجل رفع الغبن عنهم بدل التوجه إلى البلديات المجاورة للعلاج، وتمكينهم من هذا الحق الذي أضحى أكثر من ضرورة لاسيما في الوقت الحالي .
إسراء.أ