لقد كانت اليمن من بين الدول العربية الأولى التي دعمت تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان ذلك في الفاتح من شهر أكتوبر عام 1955.
كما برز دورها مجددا في هذه الهيئة الدولية، ففي 15 فيفري 1957 وبعد نقاش دام أكثر من عشرة أيام، شاركت فيه اليمن انتهى إلى كتابة عريضة تدعوا الطرف الجزائري والطرف الاستعماري الفرنسي إلى ضرورة إيجاد حل عادل وسلمي للقضية الجزائرية العادلة، رغم اعتبار فرنسا هذه العريضة عبارة من أجل أعطي فرنسا بطريقة غير مباشرة للإسراع إلى حل القضية الجزائرية مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية الممثل الشرعي للشعب الجزائري .
كما ساهمت اليمن أيضا بقدر وافر في الندوة الدولية النقابية لمساعدة الثورة الجزائرية المنعقدة في 8 سبتمبر 1958 بالعاصم المصرية القاهرة والتي حضرها ممثلو ثمانية عشر دولة، وقد ترأس الجلسة الافتتاحية السيد أنور السادات، وكانت الجامعة العالمية للنقابات العمال العرب هي التي دعت إلى عقد هذه الندوة الدولية لنصرة القضية الجزائرية .
وفي 19سبتمبر 1958 عندما تم الاعلان الرسمي عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كانت اليمن من الدول السباقة إلى الاعتراف بها رسميا وكان ذلك في 21 سبتمبر 1958م.
أما دورة عام 1958 للجمعية العامة لأمم المتحدة، فإن اليمن ضمت صوتها إلى مجموعة دول الآفروأسيوية الخمسة والثلاثون التي صوتت على لائحة اللجنة السياسية الخاصة بالقضية الجزائرية، وقد طالبت هذه الدول بما فيها اليمن بضرورة الاعتراف الفوري بحق الشعب الجزائري في الاستقلال .
ففي عام 1959 أكد ممثل اليمن على أنه يجب على الحكومة الفرنسية أن تقبل فكرة محاورة ممثلي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية خاصة ما يتعلق بالطرف الكفيلة، التي يمكن تطبيقها في الفترة الانتقالية، وذلك قبل البدئ في عملية الاستفتاح مع ضرورة ضبط الضمانات التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة للممارسة كل الحريات ولنجاح عملية الاستفتاء نفسها .
وعند افتتاح الدورة الأممية لعام 1959 تطرقت اللجنة السياسية التابعة للأمم المتحدة لملف القضية الجزائرية في 30 نوفمبر 1959 وقد اعتمدت فرنسا أسلوب الكرسي الشاغر وترك المجال لحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عنها، حيث حضر الوفد الجزائري الذي خصصت له ستة مقاعد في الأماكن المخصصة للملاحظين، وفي هذه الدورة كانت اليمن ضمن قائمة الدول السباقة إلى التصويت على لائحة اللجنة السياسية والتي كان عددها 38 صوتا ضد 26 صوتا وامتناع 17 صوتا، وقد ذكر ممثل اليمن في هذه الدورة فرنسا بما يلي : ” يجب على فرنسا أن تقبل المناقشة مع ممثلي الحكومة الجزائرية المؤقتة حول وسائل اختصار الفترة الانتقالية قبل الاستفتاء”.