الجزائر- أقصي سهرة الجمعة المنتخب الوطني المحلي من المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين 2018، بعد تعادله أمام المنتخب الليبي إيابا بهدف لمثله على ملعب الطيب لمهيري بمدينة صفاقس التونسية، وكان خسر لقاء الذهاب بقسنطينة بنتيجة هدفين لهدف.
ولم يتمكن أشبال ألكاراز من تجاوز عقبة الليبيين رغم أنهم كانوا سباقين إلى افتتاح باب التسجيل عن طريق بن دبكة في الدقيقة الـ20، حيث تلقوا هدف التعادل في الدقيقة 45 بخطأ دفاعي قاتل، وكشفت المباراة عديد النقائص والأخطاء في الخيارات الفنية للوكاس ألكاراز.
وكان أداء المنتخب الوطني المحلي تحسن نوعا ما مقارنة بلقاء الذهاب بفضل التغييرات التي أجراها ألكاراز في لقاء الإياب من خلال إقحامه للظهيرين زروال وبدبودة بدلا عن زيتي وفرحاني، فضلا عن شريف الوزاني وبن دبكة في وسط الميدان، لكن مفعوله اختفى تماما في الشوط الثاني من اللقاء، بعد أن تأثر زملاء بن غيث بشكل كبير بهدف التعادل المسجل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، وكان غياب الانسجام واضحا جدا على أداء “الخضر” وظهر الاعتماد على المهارات الفنية والمراوغات كحل وحيد، في صورة ما كان يقدمه عبد القادر مزيان والطيب مزياني، ما يبرز غياب الحلول لدى لوكاس ألكاراز، الذي لم يتمكن من استيعاب إمكانات لاعبي المنتخب المحلي وقدراتهم بشكل جيد خلال فترة أسبوعين من التحضير لهذه المواجهة المصيرية.
أخطاء دفاعية كارثية والمدرب حائر
وتميز لقاء الجمعة بتواصل الأخطاء الدفاعية القاتلة في دفاع محليي “الخضر”، كما كان عليه الحال خلال لقاء الذهاب بقسنطينة، والدليل أن هدف التعادل الليبي جاء عن طريق خطأ لا يغتفر من المدافع زروال الذي مرر كرة عرضية داخل دفاع “الخضر” استغلها الليبيون للعودة في النتيجة، كما أن وسط الدفاع بقيادة بدران ومدني ارتكب عديد الأخطاء وبدا ثقيلا جدا، خاصة بالنسبة لمدافع شبيبة الساورة مدني، الذي كان من المفروض أن يعوض بأيوب عبد اللاوي، لكن إصابة الأخير قبل المواجهة أخلطت حسابات المدرب الإسباني، وكان التهلهل واضحا على مستوى هذه النقطة بالتحديد ومنح فرصا كثيرة للمنتخب الليبي.
وبدا أداء المنتخب الوطني خلال لقاء الجمعة هشا للغاية، وبعيدا عن كل الطموحات التي كان يعلقها عليه رئيس الفاف خير الدين زطشي، فزملاء بن دبكة افتقدوا إلى معالم خطة لعب واضحة وعمق في اللعب، قد يبرره ضيق الوقت الذي عمل فيه ألكاراز مع هذا المنتخب، وكان غياب الانسجام أحد أبرز عناوين مباراة ليبيا، حيث اعتمد زملاء الحارس صالحي على الفرديات أكثر من أي شيء آخر في محاولة لصنع الفارق، على عكس المنتخب الليبي الذي كان حاضرا فوق أرضية الملعب وفق خطة مدروسة جيدا، ويبرز لجوء زملاء الطيب مزياني للفرديات عجز ألكاراز عن ترك بصمته على المنتخب المحلي، وهو الذي لا يعرف اللاعبين جيدا وكان من المفروض أن يكون إلى جانبه مدرب محلي.
وكان لاعب اتحاد العاصمة عبد الرؤوف بن غيث بمثابة النقطة الإيجابية الوحيدة خلال مباراة الجمعة، حيث أدى خريج أكاديمية بارادو مباراة كبيرة في وسط الميدان وكان حاضرا في كل مكان وفي كل الوضعيات الهجومية والدفاعية منها، ما يسمح له بكسب نقاط إضافية لدى الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، الذي قد يستنجد به خلال موقعة زامبيا المزدوجة في ظل الإصابات الكثيرة التي تعاني منها التشكيلة الوطنية.
هذا وكانت ملامح الغضب ظاهرة على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، بعد هذا الإقصاء، وحتى قبل المباراة، من خلال مصافحته للاعبين ببرودة قبل انطلاق مواجهة صفاقس، وأكدت لنا مصادرنا المقربة من رئيس الفاف بأن الأخير شعر بخيبة أمل كبيرة وبأن اللاعبين خذلوه، رغم أنه وفر لهم كل شيء في سبيل التأهل للمرة الثانية إلى بطولة إفريقيا للاعبين المحليين 2018.